responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 243


< فهرس الموضوعات > 108 أم تريدون أن تسألوا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 109 ود كثير من أهل الكتاب < / فهرس الموضوعات > وإذن فأنتم - أيها اليهود - ما قدرتم اللَّه حق قدره ، لزعمكم أن النسخ محال على اللَّه لأن المالك لكل شيء ، من حقه أن يمحو ما يشاء ويثبت ما يريد على حسب ما تقتضيه حكمته ومشيئته .
فالآية واقعة موقع الدليل على ما تضمنته الجملة السابقة من إحاطة قدرته - سبحانه - بكل شيء .
ثم حذر القرآن الكريم المؤمنين من الاستماع إلى وساوس اليهود ، تثبيتا لقلوبهم ، وتقوية لإيمانهم ، فقال تعالى : * ( أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ ، ومَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ ) * والمعنى : لا يصح لكم أيها المؤمنون أن تقترحوا على رسولكم محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مقترحات تتنافى مع الإيمان الحق كأن تسألوه أسئلة لا خير من ورائها لأنكم لو فعلتم ذلك لصرتم كبني إسرائيل الذين طلبوا من نبيهم موسى - عليه السلام - بعد أن جاءهم بالبينات - مطالب تدل على تعنتهم وجهلهم فقالوا له : أَرِنَا اللَّه جَهْرَةً « 1 » وقالوا له : اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ « 2 » ولو صرتم مثلهم لكنتم ممن يختار الكفر على الإيمان ، ولخرجتم عن الصراط المستقيم الذي يدعوكم إليه نبيكم صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
والاستفهام في الآية الكريمة للإنكار ، وفي أسلوبها مبالغة في التحذير من الوقوع فيما وقع فيه اليهود من تعنت مع رسولهم ، إذ جعل محط الإنكار إرادتهم للسؤال ، وفي النهى عن إرادة الشيء ، نهى عن فعله بأبلغ عبارة .
ثم نبه اللَّه تعالى عباده المؤمنين إلى ما يضمره لهم اليهود من أحقاد وشرور فقال - تعالى - :
[ سورة البقرة [2] : آية 109 ] وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا واصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّه بِأَمْرِه إِنَّ اللَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 109 )


( 1 ) سورة البقرة الآية 56 .
[2] سورة الأعراف الآية 138 .

243

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست