نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 238
هذا ، وقد وردت أحاديث صحيحة صرحت بأن اليهود كانوا يحيون رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بكلام محرف لا يفطن له أكثر الناس يقصدون به الدعاء عليه بالموت ، فكان الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يرد عليهم بما يكبتهم ويخزيهم ومن هذه الأحاديث ما أخرجه البخاري عن أنس بن مالك قال : 1 - مر يهودي برسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقال السام عليك ، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ( وعليك ) ، ثم قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لأصحابه - أتدرون ما يقول ؟ قالوا : لا ، قال يقول ( السام عليك ) قالوا يا رسول اللَّه ألا نقتله . قال : ( لا ، إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم ) « 1 » . 2 - وأخرج الشيخان عن عائشة - رضي اللَّه عنها - قالت : دخل رهط من اليهود على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقالوا : السام عليك قالت عائشة : ففهمتها ، فقلت : عليكم السام واللعنة ، قالت : فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم « مهلا يا عائشة إن اللَّه يحب الرفق في الأمر كله » فقلت يا رسول اللَّه ألم تسمع ما قالوا ؟ قال « لقد قلت وعليكم » « 2 » . 3 - وروى مسلَّم عن جابر بن عبد اللَّه قال : « سلَّم ناس من اليهود على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقالوا السام عليك يا أبا القاسم فقال : « وعليكم » فقالت عائشة وغضبت : ألم تسمع ما قالوا : قال بلى قد سمعت فرددت عليهم ، وإنما نجاب ولا يجابون علينا » « 3 » . وإذن فالآية الكريمة وهي قوله تعالى : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا ) * إلخ ، وهذه الأحاديث الشريفة تثبت أن اليهود كانوا يستعملون من بين مسالكهم الخبيثة لكيد الدعوة الإسلامية القول الملتوى القبيح ، والخطاب المحرف السيئ ، ولكن اللَّه - تعالى - أحبط خطتهم ، ونهى المؤمنين عن استعمال الألفاظ التي كان يتخذها اليهود ذريعة لبلوغ مآربهم ، وكان الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يرد عليهم بما يغيظهم ويخزيهم ، وبذلك ذهبت مكايد اليهود أدراج الرياح وأيد اللَّه - تعالى - رسوله والمؤمنين بقوته ونصره . ثم نبه القرآن المؤمنين إلى ما يضمره لهم المشركون وأهل الكتاب وعلى رأسهم اليهود - من شرور وأحقاد فقال - تعالى :
( 1 ) صحيح البخاري ، باب « إذا عرض الذمي وغيره بسبب النبي . من كتاب « استتابة المتدين » ج 9 ص 20 . ( 2 ) أخرجه البخاري - واللفظ له - في باب « كيف يرد على أهل الذمة السلام ، ج 8 ص 70 وأخرجه مسلَّم في كتاب السلام ، ج 4 ص 1806 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي . ( 3 ) صحيح مسلَّم : باب « النهى عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم من » كتاب السلام ج 4 ص 1207 .
238
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 238