responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 228


والذي أنزل عليهما هو وصف السحر وماهيته وكيفية الاحتيال به . ليعرفاه الناس فيجتنبوه ، على حد قول الشاعر :
< شعر > عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه .
< / شعر > فالشياطين عرفوه فعملوا به ، وعلموه للناس ليستعملوه في الشرور والمآثم بينما المؤمنون عرفوه واستفادوا من الاطلاع عليه فتجنبوه « 1 » .
هذا ، واختصت بابل « 2 » بالإنزال ، لأنها كانت أكثر البلاد عملا بالسحر ، وكان سحرتها قد اتخذوا السحر وسيلة لتسخير العامة لهم في أبدانهم وعقولهم وأموالهم ، ثم جروهم إلى عبادة الأصنام والكواكب فحدث فساد عظيم ، وعمت الأباطيل فألهم اللَّه - تعالى - هاروت وماروت أن يكشفا للناس حقيقة السحر ودقائقه ، حتى يعلموا أن السحرة الذين صرفوهم عن عبادة اللَّه إلى عبادة الكواكب وغيرها قد خدعوهم وأضلوهم ، وبذلك يعودون إلى الصراط المستقيم .
واللام في * ( الْمَلَكَيْنِ ) * مفتوحة في القراءات العشر المتواترة ، وقرئ شاذا * ( الْمَلَكَيْنِ ) * بكسر اللام .
قال بعض المفسرين : المراد بالملكين - بفتح اللام - رجلان صالحان اطلعا على أسرار السحر التي كانت تفعلها السحرة ، فعلماها للناس ليحذراهم من الانقياد لتلبيسات الشياطين ، وسميا ملكين مع أنهما من البشر لصلاحهما وتقواهما ، ويؤيد هذا الرأى قراءة الملكين - بكسر اللام - وإن كانت شاذة :
وقال جمهور المفسرين : إنهما ملكان على الحقيقة أنزلهما اللَّه - تعالى - ليعلما الناس السحر ابتلاء لهم ، ليفضحا مزاعم السحرة الذين كانوا يدعون النبوة كذبا ، ويسخرون العامة لهم ويخرجونهم إلى عبادة غير اللَّه ، ( وهاروت وماروت ) اسمان للملكين الذين أنزل عليهما السحر ، وهما بدل أو عطف بيان للملكين .


( 1 ) ويجوز أن تكون ( ما ) معطوفة على قوله تعالى : * ( ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ ) * والمعنى على هذا الرأى . واتبع اليهود بعد أن نبذوا كتاب اللَّه السحر الذي تلته الشياطين على عهد سليمان واتبعوا كذلك السحر الذي أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وعلى هذا الرأى يكون قوله تعالى : * ( ولكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا ) * يعلمون الناس السحر جملة معترضة بين المتعاطفين قصد بها تبرئة سليمان من السحر وإضافته إلى الشياطين ، وبيان أنهم هم الذين تعلموه وعلموه الناس بقصد إضلالهم . هذا وفي إعراب ( ما ) في قوله تعالى : ( وما أنزل على الملكين ) آراء أخرى اكتفينا عنها بما ذكرناه لوفاته بالغرض . ( 2 ) بابل : مدينة بالعراق ينسب إليها السحر والخمر .

228

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست