responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 223


والمعنى : وحين جاء اليهود وأحبارهم رسول من عند اللَّه ، وهو محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ، طرح فريق كبير منهم تعاليم التوراة التي تشهد بصدقه ، وراء ظهورهم ، حتى لكأنهم يجهلون أنها من عند اللَّه ، واتبعوا ما قصته واختلقته الشياطين من السحر والأوهام والمفتريات على عهد سليمان - عليه السلام - ومن هذه المفتريات والأكاذيب زعمهم أن سليمان - عليه السلام - كان ساحرا ، وما تم له ملكه العريض ، ولا ظهرت على يديه المعجزات الباهرة من تسخير الجن والريح إلا بهذا .
وقد أكذبهم اللَّه - تعالى - في هذا الزعم بقوله : * ( وما كَفَرَ سُلَيْمانُ ) * أى : بتعلم السحر والعمل به ، كما يزعم هؤلاء « ولكن الشياطين » هم الذين « كفروا » بتعلم السحر وتعليمه للناس ، وتعليمهم - أيضا - ضربا آخر منه وهو * ( ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ ومارُوتَ ) * من وصف السحر وماهيته وكيفية الاحتيال به ، ولقد كان الملكان لا يعلمان أحدا من الناس السحر حتى ينصحاه بقولهما : إن السحر الذي نعلمك إياه . القصد منه التمييز بين المطيع والعاصي ، وبين السحر والمعجزة ، فحذار أن تستعمله فيما نهيت عنه فتكون من الكافرين ، بخلاف الشياطين فإنهم تعلموه وعلموه لغيرهم لاستعماله في الشرور والآثام ، ولإحداث التفرقة بين الزوجين ، ولكن هذا السحر الذي يتعاطاه الشياطين وأتباعهم لن يضر أحدا بذاته ، وإنما ضرره يتأتى إذا أراد اللَّه تعالى - ذلك وشاءه ، ولقد علم أولئك النابذون لكتاب اللَّه المؤثرون عليه اتباع السحر ، أن من استبدل السحر بكتاب اللَّه ، فليس له نصيب من نعيم الجنة ، * ( ولَبِئْسَ ما شَرَوْا بِه أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ) * علما نافعا . * ( ولَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا ) *

223

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست