responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 211


ومعنى الآيات الكريمة إجمالا :
قل - يا محمد - لأولئك اليهود الذين ادعوا أن الجنة لن يدخلها إلا من كان هودا : إن كانت الجنة مختصة بكم ، وسالمة لكم دون غيركم ، وليس لأحد سواكم فيها حق . فتمنوا الموت إن كنتم صادقين في دعواكم ، لأن من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاق إليها وأحب الوصول إليها .
ثم أخبر اللَّه أن هذا التمني لن يحصل منهم فقال : * ( ولَنْ يَتَمَنَّوْه أَبَداً ) * أى الموت * ( بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) * أى بسبب ما ارتكبوه من كفر ومعصية * ( واللَّه عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) * الذين وضعوا الأمور في غير موضعها ، فادعوا ما ليس لهم ، ونفوه عمن هو لهم .
ثم أخبر القرآن بأن حرصهم على الحياة لا نظير له ولا مثيل فقال : * ( ولَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ ) * متطاولة * ( ومِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ) * أى : وأحرص عليها - أيضا - من الذين أشركوا الذين لا يعرفون إلا الحياة الدنيا * ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ) * أى يتمنى الواحد من هؤلاء اليهود أن يعيش السنين الكثيرة ولو تجاوزت الحدود المعقولة لعمر الإنسان والحال أنه ما أحد منهم بمزحزحه ومنجيه تعميره من العذاب * ( واللَّه بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ ) * أى : لا يخفى عليه أعمالهم ، فهو محاسبهم عليها ، ومجازيهم بما يستحقونه من عقاب .
وقوله تعالى : * ( قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّه خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) * رد على زعمهم الباطل أن الجنة لا يدخلها إلا من كان هودا ، والمراد بالدار الآخرة : الجنة ونعيمها ، ومعنى « خالصة » سالمة لكم مختصة بكم ، لا يشارككم فيها أحد من الناس .
قال الإمام ابن جرير : « يقال : خلص لي فلان بمعنى صار لي وحدي وصفا لي ، ويقال منه خلص هذا الشيء ، فهو يخلص خلوصا وخالصة ، والخالصة مصدر مثل العافية . . » « 1 » .


( 1 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 426 .

211

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست