responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 202


ومعنى الآيات الكريمة . أن اليهود المعاصرين للعهد النبوي كانوا إذا عرض عليهم الإيمان بما أنزل اللَّه من القرآن على محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أجابوا بقولهم : نؤمن بما أنزل علينا وهو التوراة التي أنزلها اللَّه - تعالى - على موسى ، ويجحدون غيرها وهو القرآن الكريم المصدق لها في الأمر باتباع محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ثم أمر اللَّه - تعالى - رسوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يكذبهم في دعواهم الإيمان بما أنزل عليهم فقال : * ( قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّه مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) * بالتوراة فإنها تنهاكم عن قتلهم ثم كذبهم القرآن الكريم مرة أخرى فقال : * ( ولَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ) * أى : بالآيات الواضحات الدالة على صدقه ، ولكنكم * ( اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِه ) * أى : من بعد ذهابه لميقات ربه * ( وأَنْتُمْ ظالِمُونَ ) * لعبادتكم غير اللَّه تعالى .
ثم كذبهم القرآن الكريم - في دعواهم الإيمان بما أنزل عليهم - بصورة أخرى سوى ما سبقها فقال تعالى : * ( وإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) * وقلنا لكم : * ( خُذُوا ما آتَيْناكُمْ ) * - من التوراة - * ( بِقُوَّةٍ ) * أى بجد وحزم * ( واسْمَعُوا ) * ما أمرتم به فيها سماع تدبر وطاعة . ولكن أسلافكم الذين أنتم على شاكلتهم قالوا لنبيهم : « سمعنا » قولك « وعصينا » أمرك . وخالط حب العجل قلوبهم كما يخالط الماء أعماق البدن ، وكل هذه الأفاعيل منكم لا تناسب دعواكم الإيمان بما أنزل إليكم ، وإذا فبئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين بالتوراة كما تزعمون ، فالواقع أن التوراة بريئة من أعمالكم ، وأنتم بعيدون عن الإيمان بها .
وقوله تعالى : * ( وإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللَّه قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا ) * تصوير لنوع آخر من قبائح اليهود ، وإخبار عن إعراضهم عن الحق بدعوى أنهم مكلفون بعدم الإيمان إلا بما أنزل اللَّه على موسى وهو التوراة .
والمقصود * ( بِما أَنْزَلَ اللَّه ) * القرآن الكريم . ولم يذكر المنزل عليه وهو محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم للعلم به أو للتنبيه على أن وجوب الإيمان بالكتاب ، يكفى فيه العلم بأنه منزل من عند اللَّه - تعالى - ومتى

202

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست