نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 194
< فهرس الموضوعات > 86 أولئك الذين اشتروا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 87 ولقد آتينا موسى < / فهرس الموضوعات > ثم بين - سبحانه - العقاب الدنيوي والأخروى الذي استحقه أولئك المفرقون لأحكامه فقال تعالى : * ( فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ، ويَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ ومَا اللَّه بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) * اسم الإشارة ( ذلك ) مشار به إلى القتل والإخراج من الديار ، اللذين نقضوا بهما عهد اللَّه بغيا وكفرا والخزي في الدنيا هو الهوان والمقت والعقوبة ومن مظاهره : ما لحق اليهود بعد تلك الحروب من المذلة بإجلاء بنى قينقاع والنضير عن ديارهم ، وقتل بنى قريظة وفتح خيبر ، وما لحقهم بعد ذلك من هوان وصغار ، وتلك سنة اللَّه في كل أمة لا تتمسك بدينها ولا تربط شئونها بأحكام شريعتها وآدابها . ولما كان البعض قد يتوهم أن خزيهم في الدنيا قد يكون سببا في تخفيف العذاب عنهم في الأخرى ، نفى - سبحانه - هذا التوهم ، وبين أنهم يوم القيامة سيصيرون إلى ما هو أشد منه . لأن اللَّه - تعالى - ليس ساهيا عن أعمالهم حتى يترك مجازاتهم عليها . فالمراد من نفى الغفلة نفى ما يتسبب عنها من ترك المجازاة لهم على شرورهم . وفي ذلك دليل على أن اللَّه - تعالى - يعاقب الحائدين عن طريقه المستقيم ، بعقوبات في الدنيا ، وفي الآخرة ، جزاء طغيانهم ، وإصرارهم على السيئات . ثم أكد - سبحانه - هذا الوعيد الشديد وبين علته فقال تعالى : * ( أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ ولا هُمْ يُنْصَرُونَ ) * . والمعنى : أولئك اليهود الذين فرقوا أحكام اللَّه ، وباعوا دينهم بدنياهم ، وآثروا متاع الدنيا على نعيم الآخرة قد استحقوا غضب اللَّه فلا يخفف عنهم العذاب يوم القيامة ، ولا يجدون من دون اللَّه وليا ولا نصيرا . وبذلك تكون الآيات الكريمة قد دمغت اليهود بنقضهم للعهد ، وإيمانهم ببعض الكتاب وكفرهم ببعض ، فباؤا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين . ثم ذكرهم - سبحانه - بعد ذلك بلون آخر من ألوان جناياتهم ، فقال تعالى :
194
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 194