نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 185
روى المفسرون في سبب نزول هذه الآيات آثارا ، منها ما روى عن ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - قال : « إن اليهود كانوا يقولون إن هذه الدنيا سبعة آلاف سنة ، وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما في النار ، وإنما هي سبعة أيام معدودة » ، فأنزل اللَّه تعالى : * ( وقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ . . . ) * الآيات « 1 » . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : « حدثني أبى أن الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال لليهود أنشدكم باللَّه وبالتوراة التي أنزلها اللَّه على موسى يوم طور سيناء ، من أهل النار الذين أنزلهم اللَّه في التوراة ؟ قالوا : إن ربنا غضب علينا غضبة ، فنمكث في النار أربعين ليلة ، ثم نخرج فتخلفوننا فيها ، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كذبتم واللَّه لا نخلفكم فيها أبدا ، فنزل القرآن تصديقا لقول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وتكذيبا لهم - نزل قوله تعالى - * ( وقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً . . ) * إلى قوله تعالى : * ( هُمْ فِيها خالِدُونَ ) * « 2 » . وأخرج ابن جرير - أيضا - عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى : * ( وقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً ) * ذلك أعداء اللَّه اليهود ، قالوا : لن يدخلنا اللَّه النار إلا تحلة القسم . الأيام التي أصبنا فيها العجل أربعين يوما ، فإذا انقضت عنا تلك الأيام انقطع عنا العذاب والقسم « 3 » . هذه بعض الآثار التي وردت في سبب نزول الآيات الكريمة ، والمعنى : وقالت اليهود - يا محمد - إن النار لن تصيبنا ، ولن نذوق حرها ، إلا أياما قلائل - قل لهم - يا محمد - ردا على دعواهم الكاذبة هل اتخذتم من اللَّه عهدا بذلك حتى يكون الوفاء به متحققا ؟ أم تقولون على اللَّه الباطل جهلا وجراءة عليه ؟ ثم أبطل القرآن الكريم دعواهم بأصل عام يشملهم ويشمل غيرهم فقال . ليس الأمر كما تدعون ، بل الحق أنه من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ومات عليها دون أن يتوب إلى
( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 218 . ( 2 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 283 طبعة الحلبي . ( 3 ) لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي ص 11 .
185
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 185