responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 136


السبعين ، فقد روى عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلَّم أنه قال في تفسير هذه الآية . « قال لهم موسى لما رجع من عند ربه بالألواح قد كتب فيها التوراة ، فوجدهم يعبدون العجل . فأمرهم بقتل أنفسهم ، ففعلوا ، فتاب اللَّه عليهم ، فقال لهم موسى : ( إن هذه الألواح فيها كتاب اللَّه فيه أمركم الذي أمركم به ، ونهيكم الذي نهاكم عنه ، فقالوا : ومن يأخذ بقولك أنت ؟ لا واللَّه حتى نرى اللَّه جهرة ، حتى يطلع اللَّه علينا فيقول : هذا كتابي فخذوه ، فما له لا يكلمنا كما يكلمك أنت يا موسى ؟ ! وقرأ قول اللَّه تعالى : * ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَةً ) * قال :
فجاءت غضبة من اللَّه - تعالى - ، فجاءتهم صاعقة بعد التوبة . فصعقتهم فماتوا جميعا . قال :
ثم أحياهم اللَّه من بعد موتهم ، وقرأ قوله تعالى : * ( ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) * . فقال لهم موسى : خذوا كتاب اللَّه ، فقالوا لا ، فقال : أى شيء أصابكم ؟ فقالوا :
أصابنا أننا متنا ثم أحيينا . قال : خذوا كتاب اللَّه ، قالوا لا ، فبعث اللَّه ملائكة فنتقت الجبل فوقهم ) « 1 » .
قال الإمام ابن كثير : ( وهذا السياق يدل على أنهم كلفوا بعد ما أحيوا ثم قال : وقد حكى الماوردي في ذلك قولين :
أحدهما : أنهم سقط التكليف لمعاينتهم الأمر جهرة حتى صاروا مضطرين إلى التصديق .
والثاني : أنهم مكلفون لئلا يخلو عاقل من تكليف « 2 » .
وهذا هو الصحيح لأن معاينتهم للأمور الفظيعة لا تمنع تكليفهم ، لأن بنى إسرائيل قد شاهدوا أمورا عظاما من خوارق العادات وهم مع ذلك مكلفون وهذا واضح ، واللَّه أعلم ) « 3 » .
وقال ابن جرير : « ولا خبر عندنا بصحة شيء مما قاله من ذكرنا قوله في سبب قيلهم ذلك لموسى تقوم به حجة ، فنسلَّم لهم ، وجائز أن يكون ذلك بعض ما قالوه ، فإذا كان لا خبر بذلك تقوم به حجة فالصواب من القول فيه أن يقال : إن اللَّه - جل ثناؤه - قد أخبر عن قوم موسى أنهم قالوا له * ( يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَةً ) * كما أخبر عنهم أنهم قالوه . . . » « 4 » وفي ندائهم لنبيهم باسمه « يا موسى » سوء أدب منهم معه ، لأنه كان من الواجب عليهم ،


( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 94 . ( 2 ) تفسير ابن كثير ص 94 . ( 3 ) تفسير ابن كثير ص 94 . ( 4 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 293 طبعة الحلبي .

136

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست