responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 135


بعد أن أخذتكم الصاعقة ، لكي تشكروا اللَّه على نعمه التي من جملتها إعادتكم إلى الحياة من بعد موتكم .
قال الإمام ابن جرير : ذكرهم اللَّه - تعالى - بذلك اختلاف آبائهم . وسوء استقامة أسلافهم مع أنبيائهم ، مع كثرة معاينتهم من آيات اللَّه وعبره ما تثلج بأقلها الصدور ، وتطمئن بالتصديق معها النفوس ، وذلك مع تتابع الحجج عليهم وسبوغ النعم من اللَّه لديهم ، وهم مع ذلك مرة يسألون نبيهم أن يجعل لهم إلها غير اللَّه ، ومرة يعبدون العجل من دون اللَّه ، ومرة يقولون : * ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَةً ) * . وأخرى يقولون له إذا دعوا إلى القتال :
فَاذْهَبْ أَنْتَ ورَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ ومرة يقال لهم : * ( وادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ ) * فيقولون حنطة في شعيرة ، ويدخلون الباب من قبل أستاهم ، مع غير ذلك من أفعالهم القبيحة التي يكثر إحصاؤها ، فأعلم اللَّه - تعالى - الذين خاطبهم بهذه الآيات من يهود بنى إسرائيل الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنهم لن يعدوا أن يكونوا في تكذيبهم محمدا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وجحودهم نبوته كآبائهم وأسلافهم ، الذين فصل عليهم قصصهم في ارتدادهم عن دينهم مرة بعد أخرى ، وتمردهم على نبيه موسى - عليه السلام - تارة بعد أخرى مع ابتلاء اللَّه لهم ، وسبوغ آلائه عليهم « 1 » .
والقائلون لموسى - عليه السلام - : * ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَةً ) * يرى جمهور المفسرين أنهم هم السبعون الذين اختارهم موسى للذهاب معه إلى ميقات ربه ، وقد وردت آثار تؤيد هذا الرأى .
من ذلك ما أخرجه ابن جرير عن الربيع بن أنس في قوله تعالى : * ( فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ ) * أنه قال : هم السبعون الذين اختارهم موسى فساروا معه . وقالوا : اطلب لنا ربك لنسمع كلامه .
قال : سمعوا كلاما ، فقالوا : * ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَةً ) * قال : فسمعوا صوتا فصعقوا يقول : ماتوا ، فذلك قوله : * ( ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ) * فبعثوا من بعد موتهم ، لأن موتهم ذلك عقوبة لهم ، فبعثوا لبقية آجالهم .
وقال ابن كثير : الذين قالوا لموسى : أَرِنَا اللَّه جَهْرَةً المراد بهم السبعون المختارون منهم ولم يحك كثير من المفسرين سواه .
وقيل : إن الذين طلبوا من موسى رؤية اللَّه جهرة هم عامة بنى إسرائيل بدون تحديد لهؤلاء


( 1 ) تفسير ابن جرير ج 1 ص 268 .

135

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست