responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 77


تشهد لهم يوم القيامة بأنهم على حق . وقيل : الشهداء جمع شهيد بمعنى الحاضر أو الناصر أو الإمام ، وكأنه سمى به لأنه يحضر المجالس وتبرم بمحضره الأمور .
ودون : بمعنى غير : وتطلق في أصل اللغة على أدنى مكان من الشيء ، ومنه تدوين الكتب لأنه إدناء البعض من البعض ، ودونك هذا أى : خذه من أدنى مكان منك ، ثم استعير للتفاوت في الرتب فقيل : زيد دون عمرو أى : في الشرف ، ومنه الشيء الدون ، ثم اتسع فيه فاستعمل في كل تجاوز حد إلى حد ، وتخطى أمر إلى أمر .
قال الجمل : ( والمعنى ) : وادعوا إلى المعارضة من حضركم أو رجوتم معونته من إنسكم وجنكم وآلهتكم غير اللَّه ، فإنه لا يقدر على أن يأتى بمثله إلا اللَّه . . ، أو ادعوا من دون اللَّه شهداء يشهدون لكم بأن ما أتيتم به مثله ، ولا تستشهدوا باللَّه ، فإن الاستشهاد به من عادة المبهوت العاجز عن إقامة الحجة ، أو شهداءكم الذين اتخذتموهم من دون اللَّه آلهة وزعمتم أنها تشهد لكم يوم القيامة « 1 » . . . ) .
وفي أمرهم بدعوة أصنامهم وهي جماد ، وفي تسميتها شهداء مع إضافتها إليهم مع أنها لا تعقل ولا تنطق ، في كل ذلك أقوى ألوان التهكم ، لكي يثير في نفوسهم من الألم ما قد يكون سببا لتنبيههم إلى جهلهم ، وانصرافهم عن ضلالهم .
وقوله - تعالى - : * ( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) * جملة معترضة في آخر الكلام وجواب الشرط محذوف دل عليه الكلام السابق دلالة واضحة حتى صار ذكره في نظم الكلام مما ينزل به عن مرتبة البلاغة .
والمعنى : إن كنتم صادقين في زعمكم أنكم تقدرون على معارضة القرآن فأتوا بسورة من مثله . وادعوا آلهتكم وبلغاءكم وجميع البشر ليعينوكم أو ليشهدوا لكم أنكم أتيتم بما يماثله في حكمة معانيه وحسن بيانه .
وفي هذه الآية الكريمة إثارة لحماستهم ، إذ عرض بعدم صدقهم ، فتتوفر دواعيهم على المعارضة التي زعموا أنهم أهل لها .
ثم قال - تعالى - : * ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ولَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ والْحِجارَةُ ) * .
المعنى : فإن لم تفعلوا أى : تعارضوا القرآن ، وتبين لكم أن أحدا لا يستطيع معارضته ، فخافوا العذاب الذي أعده اللَّه للجاحدين وهو النار التي وقودها الناس والحجارة « .
والوقود : ما يلقى في النار لإضرامها كالحطب ونحوه ، والحجارة : الأصنام التي كانوا


( 1 ) حاشية الجمل على الجلالين ج 1 ص 38 .

77

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست