responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 641


المعسرين فقال - تعالى - : * ( وأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) * .
أى : وأن تتركوا للمعسر كل أو بعض ما لكم عليه من ديون وتتصدقوا بها عليه ، فإن فعلكم هذا يكون أكثر ثوابا لكم من الإنظار .
وجواب الشرط في قوله : * ( إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) * محذوف . أى إن كنتم تعلمون أن هذا التصدق خير لكم فلا تتباطؤا في فعله ، بل سارعوا إلى تنفيذه فإن التصدق بالدين على المعسر ثوابه جزيل عند اللَّه - تعالى - .
وقد أورد بعض المفسرين جملة من الأحاديث النبوية التي تحض على إمهال المعسر ، والتجاوز عما عليه من ديون .
ومن ذلك ما أخرجه مسلَّم في صحيحه عن أبى قتادة أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة » .
وروى الطبراني عن أسعد بن زرارة أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « من سره أن يظله اللَّه يوم لا ظل إلا ظلله فلييسر على معسر أو ليضع عنه » .
وروى الإمام أحمد عن ابن عمر قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر » « 1 » .
ثم ساق - سبحانه - في ختام حديثه على الربا آية كريمة ذكر الناس فيها بزوال الدنيا وفناء ما فيها من أموال ، وبالاستعداد للآخرة وما فيها من حساب فقال - تعالى - : * ( واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيه إِلَى اللَّه ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) * .
أى : واحذروا أيها المؤمنون يوما عظيما في أهواله وشدائده ، وهو يوم القيامة الذي تعودون فيه إلى خالقكم فيحاسبكم على أعمالكم ، ثم يجازى - سبحانه - كل نفس بما كسبت من خير أو شر بمقتضى عدله وفضله ، ولا يظلم ربك أحدا .
فالآية الكريمة تعقيب حكيم يتناسب كل التناسب مع جو المعاملات والأخذ والعطاء ، حتى يبتعد الناس عن كل معاملة لم يأذن بها اللَّه - تعالى - .
قال الآلوسى : أخرج غير واحد عن ابن عباس أن هذه الآية هي آخر ما نزل على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من القرآن . واختلف في مدة بقائه بعدها . فقيل : تسع ليال . وقيل : سبعة أيام . وقيل :
واحدا وعشرين يوما . وروى أنه قال : اجعلوها بين آيات الربا وآية الدين . . . » « 2 » .


( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 331 . ( 2 ) تفسير الآلوسى ج 3 صفحة 54 .

641

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 641
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست