responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 639


والأقوال التي تفضى بكم إلى عقابه .
وقوله : * ( وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ) * أى : اتركوا ما بقي في ذمم الذين عاملتموهم بالربا ولا تأخذوا منهم إلا رؤس أموالكم فحسب ، فهذا مقابل لقوله - تعالى - قبل ذلك : * ( فَلَه ما سَلَفَ ) * أى ما سلف قبضه من الربا قبل نزول الآية فهو لكم ، وما لم تقبضوه فأنتم مأمورون بتركه .
وقوله : * ( مِنَ الرِّبا ) * متعلق بمحذوف على أنه حال من فاعل * ( بَقِيَ ) * أى اتركوا الذي بقي حال كونه بعض الربا ، ومن للتبعيض . أو متعلق ببقى .
و * ( ذَرُوا ) * فعل أمر - بوزن علوا - مبنى على حذف النون والواو فاعل ، وأصله « وذروا » فحذفت فاؤه ، والماضي منه « وذر » .
وقوله : * ( إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) * حض لهم على ترك الربا أى إن كنتم مؤمنين حق الإيمان فامتثلوا أمر اللَّه وذروا ما بقي من الربا مما زاد على رؤس أموالكم .
قال ابن كثير : نزل هذا السياق في بنى عمرو بن عمير بن ثقيف ، وبنى المغيرة من بنى مخزوم كان بينهم ربا في الجاهلية فلما جاء الإسلام ودخلوا فيه ، طلبت ثقيف أن تأخذه منهم فتشاوروا . وقالت بنو المغيرة : لا نؤدى في الإسلام ، فكتب في ذلك عتاب بن أسيد نائب مكة إلى رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - فنزلت هذه الآية ، فكتب بها رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إليه . فقالوا نتوب إلى اللَّه ونذر ما بقي من الربا فتركوه كلهم . وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لكل من استمر على تعاطى الربا بعد الإنذار » « 1 » ثم هدد اللَّه - تعالى كل من يتعامل بالربا تهديدا عنيفا فقال : * ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّه ورَسُولِه ) * .
أى : فإن لم تتركوا الربا وأخذتم منه شيئا بعد نهيكم عن ذلك ، فكونوا على علم ويقين بحرب كائنة من اللَّه - تعالى - ورسوله ، ومن حاربه اللَّه ورسوله لا يفلح أبدا .
وقوله : * ( فَأْذَنُوا ) * من أذن بالشيء يأذن إذا علمه . وقرئ فآذنوا من آذنه الأمر وآذنه به :
أعلمه إياه : أى أعلموا من لم ينته عن الربا بحرب من اللَّه ورسوله .
وتنكير « حرب » للتهويل والتعظيم أى فكونوا على علم ويقين من أن حربا عظيمة ستنزل عليكم من اللَّه ورسوله .
قال بعضهم : والمراد المبالغة في التهديد دون نفس الحرب . وقال آخرون : المراد نفس الحرب بمعنى أن الإصرار على عمل الربا إن كان من شخص وقدر عليه الإمام قبض عليه


( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 330 بتصرف يسير .

639

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 639
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست