responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 638


< فهرس الموضوعات > 277 إن الذين آمنوا وعملوا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 278 يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللَّه < / فهرس الموضوعات > وأما إرباؤها في الآخرة فقد روى مسلَّم عن أبى هريرة قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم « إن اللَّه - تعالى - يقبل الصدقات ويأخذها بيمينه فيربيها كما يربى أحدكم مهره ، أو فلوه حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد » « 1 » .
ففي هذه الجملة الكريمة بشارة عظيمة للمتصدقين ، وتهديد شديد للمرابين ثم ختم - سبحانه - الآية بقوله : * ( واللَّه لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) * .
و * ( كَفَّارٍ ) * فعيل بمعنى فاعل فهي صيغة مبالغة من آثم ، والأثيم هو المكثر من ارتكاب الآثام المبطئ عن فعل الخيرات .
أى : أن اللَّه - تعالى - لا يرضى عن كل من كان شأنه الستر لنعمه والجحود لها ، والتمادي في ارتكاب المنكرات ، والابتعاد عن فعل الخيرات .
وقد جمع - سبحانه - بين الوصفين للإشارة إلى أن إيمان المرابين ناقص إن لم يستحلوه وهم كفار إن استحلوه ، وهم في الحالتين آثمون معاقبون ، يعيدون عن محبة اللَّه ورضاه . وسيعاقب - سبحانه - الناقصين في إيمانهم ، والكافرين به بما يستحقون من عقوبات .
فالجملة الكريمة تهديد شديد لمن استحلوا الربا ، أو فعلوه مع عدم استحلالهم له .
وبعد هذا التهديد الشديد للمتعاملين بالربا ، ساق - سبحانه - آية فيها أحسن البشارات للمؤمنين الصادقين فقال - تعالى - :
* ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) * أى إيمانا كاملا بكل ما أمر اللَّه به * ( وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) * أى الأعمال الصالحة التي تصلح بها نفوسهم والتي من جملتها الإحسان إلى المحتاجين ، والابتعاد عن الربا والمرابين * ( وأَقامُوا الصَّلاةَ ) * بالطريقة التي أمر اللَّه بها ، بأن يؤدوها في أوقاتها بخشوع واطمئنان * ( وآتَوُا الزَّكاةَ ) * أى أعطوها لمستحقيها بإخلاص وطيب نفس .
هؤلاء الذين اتصفوا بكل هذه الصفات الفاضلة * ( لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) * أى لهم ثوابهم الكامل عند خالقهم ورازقهم ومربيهم .
* ( ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) * يوم الفزع الأكبر * ( ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ) * لأى سبب من الأسباب ، لأن ما هم فيه من أمان واطمئنان ورضوان من اللَّه - تعالى - يجعلهم في فرح دائم ، وفي سرور مقيم .
ثم ينتقل القرآن إلى أسلوب الخطاب المباشر للمؤمنين فيأمرهم بتقوى اللَّه ، وينهاهم عن التعامل بالربا فيقول : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه ) * أى اخشوه وصونوا أنفسكم عن الأعمال


( 1 ) تفسير الفخر الرازي ج 7 ص 102 .

638

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 638
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست