responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 622


وجاء التعبير بمدح المعلنين صدقتهم بقوله « فنعما هي » للإشارة إلى أن المسلَّم متى دفع صدقته لمستحقيها بنية خالصة ، فإنه يكون ممدوحا من اللَّه - تعالى - وممدوحا من الناس الذين شاهدوا عمله الصالح .
هذه صدقة الجهر إذا خلصت من الرياء أما صدقة السر فقد أثنى اللَّه على فاعلها بقوله :
* ( وإِنْ تُخْفُوها وتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) * أى : وإن تحفوا الصدقات وتعطوها للفقراء سرا ، دون أن يراكم أحد من الناس ، فعملكم هذا خير لكم عند اللَّه لأنكم بإخفائكم للصدقة ودفعها للفقير سرا تكونون قد ابتعدتم عن الرياء ، وسترتم حال هذا الفقير المحتاج .
وقوله : * ( ويُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ ) * أى أنه - سبحانه - يستر السيئات التي يرتكبها الشخص ، ويخفيها ولا يظهرها عند إثابته إياه على فعله الحسن لأن ما فعله من حسنات مسح ما فعله من سيئات فهو كقوله - تعالى - : وأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ و * ( مِنْ ) * في قوله : * ( مِنْ سَيِّئاتِكُمْ ) * بيانية بمعنى أن الصدقات تكفر السيئات لأن المسلَّم إذا بذل ماله في سبيل اللَّه بصدق وإخلاص ، كان أهلا لمثوبة اللَّه ومغفرته ، ويجوز أن تكون للتبعيض أى يكفر عنكم بعض سيئاتكم بمقدار ما قدمتم من صدقات لأن الصدقات لا تكفر جميع السيئات .
ثم ختم - سبحانه - الآية بقوله : * ( واللَّه بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) * أى أن اللَّه - تعالى - عليم علما دقيقا بكل ما تعملونه أيها المؤمنون ، فعليكم أن تخلصوا له أعمالكم ، وأن تراقبوه في سركم وجهركم ، وأن تسارعوا في عمل الخيرات التي ترفع درجاتكم عند خالقكم .
وبذلك نرى أن الآية الكريمة قد مدحت صدقتي الجهر والسر متى كان المتصدق متبعا آداب الإسلام وتوجيهاته ، ومبتعدا عن كل ما يبطل الصدقات ، ويحبط الأعمال .
ثم ختمت السورة حديثها عن النفقة والمنفقين ببيان حسن عاقبة من يبذل ماله في سبيل اللَّه ، وبيان صفات بعض المستحقين للصدقة ، وببيان أن هداية البشر إنما هي بيد اللَّه - تعالى - وحده ، فقال - تعالى - :
[ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 272 الى 274 ] لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ ولكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْه اللَّه وما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ( 272 ) لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّه لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّه بِه عَلِيمٌ ( 273 ) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ سِرًّا وعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 274 )

622

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 622
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست