responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 604


ولذا ختم - سبحانه - الآية بقوله : * ( واللَّه واسِعٌ عَلِيمٌ ) * أى واللَّه - تعالى - عطاؤه واسع ، وجوده عميم ، وفضله كبير ، وهو - تعالى - عليم بنيات عباده وبأقوالهم وبأفعالهم وبسائر شئونهم ، فيجازى كل إنسان على حسب نيته وعمله .
وقوله - تعالى - : * ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه ) * استئناف جيء به لبيان كيفية الإنفاق الذي يحبه اللَّه ، ويجازى عليه المنفقين بالجزاء العظيم .
وقوله : * ( ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا ولا أَذىً ) * تحذير للمتصدق من هاتين الصفتين الذميمتين لأنهما مبطلتان لثواب الصدقة .
والمن معناه : أن يتطاول المحسن بإحسانه على من أحسن إليه ، ويتفاخر عليه بسبب ما أعطاه من عطايا . كأن يقول على سبيل التفاخر والتعبير : لقد أحسنت إليك وأنقذتك من الفقر وما يشبه ذلك .
قال الإمام الرازي ما ملخصه : والمن في اللغة على وجوه : فقد يأتى بمعنى الإنعام . يقال :
قد من اللَّه على فلان . إذا أنعم عليه بنعمه . وقد يأتى بمعنى النقص من الحق والبخس له . قال - تعالى - : وإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ أى غير مقطوع وغير ممنوع ومنه سمى الموت منونا لأنه يقطع الأعمار ، ومن هذا الباب المنة المذمومة لأنها تنقص النعمة وتكدرها ، والعرب يمتدحون بترك المن بالنعمة .
والمراد بالمن في الآية المذموم الذي هو بمعنى « إظهار الاصطناع إليهم » « 1 » .
وقال صاحب الكشاف : المن : أن يعتد على من أحسن إليه بإحسانه ، ويريد أنه اصطنعه وأوجب عليه حقا له ، وكانوا يقولون : إذا صنعتم صنيعة فانسوها . ولبعضهم .
وإن امرؤ أسدى إلى صنيعة وذكرنيها إنه للئيم وفي نوابغ الكلم : صنوان : من منح سائله ومنّ ، ومن منع نائله وضن » « 2 » والمراد بالأذى في الآية : أن يقول المعطى لمن أعطاه قولا يؤذيه ، أو يفعل معه فعلا يسيء به إليه ، وهو أعم من المن ، إذ المن نوع من الأذى لكنه نص عليه لكثرة وقوعه .
وجاء العطف بثم في الجملة الكريمة ، لإظهار التفاوت الشديد في الرتبة بين الإنفاق الذي يحبه اللَّه ، وبين الإنفاق الذي يصاحبه المن والأذى ، وللإشعار بأن المن والأذى بغيضان عند


( 1 ) تفسير الفخر الرازي ج 7 ص 49 . ( 2 ) تفسير الكشاف ج 1 ص 311 .

604

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 604
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست