responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 602


ثم ختم - سبحانه - الآية بقوله : * ( واعْلَمْ أَنَّ اللَّه عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) * أى واعلم أن اللَّه - تعالى - غالب على أمره ، قاهر فوق عباده ، حكيم في كل شئونه وأفعاله وبذلك نرى أن الآيتين الكريمتين قد ساقتا أبلغ الأدلة والشواهد على قدرة اللَّه - تعالى - وعلى أنه هو المستحق للعبادة والخضوع ، وعلى أن ما أخبر به من صحة البعث والنشور حق لا ريب فيه .
ثم حض اللَّه - تعالى - عباده على الإنفاق في سبيله ، ووعدهم على ذلك بجزيل الثواب ، فقال - تعالى - :
[ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 261 الى 262 ] مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ واللَّه يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ واللَّه واسِعٌ عَلِيمٌ ( 261 ) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا ولا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 262 ) ذكر بعض المفسرين أن هاتين الآيتين نزلنا في صدقة عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان ، وذلك أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لما حث الناس حين أراد الخروج إلى غزوة تبوك ، جاء عبد الرحمن بأربعة آلاف درهم فقال : يا رسول اللَّه كانت لي ثمانية آلاف فأمسكت لنفسي ولعيالي أربعة آلاف ، وأربعة آلاف أقرضتها لربي ، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم « بارك اللَّه لك فيما أمسكت وفيما أعطيت » . وجاء عثمان بألف دينار في جيش العسرة فصبها في حجر الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال عبد الرحمن بن سمرة - راوي الحديث - فرأيته صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يدخل يده فيها ويقلبها ويقول : « ماضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم اللهم لا تنس هذا اليوم لعثمان » . وقال أبو سعيد الخدري : رأيت النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم رافعا يديه يدعو لعثمان ويقول : « يا رب عثمان إنى رضيت عن عثمان فارض عنه » .
ونزول هاتين الآيتين في شأن صدقة هذين الصحابيين الجليلين لا يمنع من شمولهما لكل من نهج نهجهما ، وبذل من ماله في سبيل اللَّه .
و « المثل » ، الشبه والنظير . ثم أطلق على القول السائر المعروف لمماثلة مضربه لمورده الذي ورد فيه أولا . ثم استعير للصفة أو الحال أو القصة إذا كان لها شأن وفيها غرابة ، وعلى هذا المعنى يحمل المثل في هذه الآية .

602

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 602
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست