responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 568


ذلك سبب نصرهم . وكان عهدهم به قد طال فذكرهم بمآثره ترغيبا فيه وحملا على الانقياد لطالوت » « 1 » .
والسكينة : من السكون وهو ثبوت الشيء بعد التحرك : أو من السكن - بالتحريك - وهو كل شيء سكنت إليه النفس وهدأت .
والمعنى : وقال لهم نبيهم ليقنعهم بأن طالوت جدير بالملك * ( إِنَّ آيَةَ مُلْكِه ) * أى علامة ملكه وأنه من اللَّه - تعالى - * ( أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ ) * أى أن يرد عليكم التابوت الذي سلب منكم * ( فِيه سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) * أى في إتيانه سكون لنفوسكم وطمأنينة لها أو مودع فيه ما تسكنون إليه وهو التوراة ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) من آثار تعتزون بها ، وترون فيها صلة بين ماضيكم وحاضركم وقوله * ( تَحْمِلُه الْمَلائِكَةُ ) * حال من التابوت .
قال صاحب الكشاف : قوله : * ( وبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وآلُ هارُونَ ) * هي رضاض الألواح وعصا موسى وثيابه وشيء من التوراة . وكان رفعه اللَّه - تعالى - بعد موسى - عليه السلام - فنزلت به الملائكة تحمله وهم ينظرون إليه ، فكان ذلك آية لاصطفائه لطالوت . فإن قلت : من هم ( آل موسى وآل هارون ) . قلت : الأنبياء من بنى يعقوب بعدهما ، ويجوز أن يراد مما تركه موسى وهارون والآل مقحم لتفخيم شأنهما « 2 » .
وقال ابن كثير : قال ابن عباس : جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت والناس ينظرون « 3 » .
ثم ختم - سبحانه - الآية بقوله : * ( إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) * أى : إن في ذلك الذي أتاكم به طالوت لآية عظيمة وعلامة ظاهرة لكم تدل على أحقية طالوت بالملك والقيادة إن كنتم مؤمنين بآيات اللَّه وبالحق الذي جاء به أنبياؤه .
وبذلك نرى أن القرآن الكريم قد حكى لنا أن هؤلاء القوم من بنى إسرائيل قد جاءهم نبيهم بأنصع الحجج ، وأوضح الأدلة ، وأثبت البراهين التي تؤيده فيما يدعوهم إليه .
ثم بين - سبحانه - ما دار بين طالوت وجنوده فقال : * ( فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّه مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ ) * .
* ( فَصَلَ ) * بمعنى الفصل . قال الزمخشري : فصل عن موضع كذا : إذا انفصل عنه وجاوزه .


( 1 ) تفسير القاسمى ج 1 ص 646 . ( 2 ) تفسير الكشاف ج 1 ص 293 ( 3 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 301

568

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 568
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست