responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 565


صائب في توقعه . وخبر * ( عَسَيْتُمْ ) * : « ألا تقاتلوا » والشرط فاصل بينهما » « 1 » .
ثم حكى القرآن ردهم على نبيهم فقال : * ( قالُوا وما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّه وقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وأَبْنائِنا ) * .
أى قال الملأ من بنى إسرائيل على سبيل الإنكار والتعجب مما قاله نبيهم : وأى صارف يصرفنا عن القتال وحالنا كما ترى ؟ إننا قد أخرجنا من ديارنا وحيل بيننا وبين أبنائنا وفلذات قلوبنا فكيف لا نقاتل مع أن الدواعي موجودة ، والبواعث متوفرة ، والأسباب مهيئة ؟ فأنت تراهم في إجابتهم هذه يستنكرون ما توقعه نبيهم منهم ، ويجزمون بأن الطريق الوحيد لعزتهم إنما هو القتال وأن هذا الأمر لا مراجعة فيه ولا جدال . وهكذا شأن الجبناء والمغرورين في كل زمان ومكان يرحبون بالمعارك قبل قدومها فإذا ما جد الجد كذبت أعمالهم أقوالهم ، وأعطوا أدبارهم لأعدائهم ! ثم حكى القرآن أن نبيهم كان صادقا فيما توقعه منهم من جبن وكذب ، وأنهم قوم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم فقال - تعالى - : * ( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ) * .
أى : فحين فرض عليهم القتال بعد أن الحوا في طلبه ، أعرضوا عنه ، ونفروا منه إلا عددا قليلا منهم فإنه ثبت على الحق ، ووفى بعهده .
قال الآلوسى : وقوله * ( إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ) * وهم الذين جاوزوا النهر وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر عدة أهل بدر على ما أخرجه البخاري عن البراء - رضي اللَّه عنه - والقلة إضافية فلا يرد وصف هذا العدد أحيانا بأنه جم غفير « 2 » .
ثم ختم اللَّه - تعالى - الآية بقوله : * ( واللَّه عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) * لإفادة الوعيد الشديد لهؤلاء الذين نقضوا عهودهم ، ونكصوا عن القتال عند ما فرض عليهم ، ولكل من يفعل فعلهم ، وسار على طريقهم .
أى : واللَّه - تعالى - عليم بالظالمين الذين يظلمون أنفسهم وأمتهم بترك الجهاد ، وبترك ما أمرهم اللَّه به بعد أن عاهدوه على عدم الترك .
ثم بين القرآن ما أخبرهم به نبيهم ليحملهم على الطاعة والامتثال فقال - تعالى - : * ( وقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّه قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً ) * .
أى وقال لهم بعد أن أوحى إليه بما يوحى : إن اللَّه - تعالى - وهو العليم الخبير بأحوال عباده


( 1 ) تفسير الكشاف ج 1 صفحة 291 . ( 2 ) تفسير الآلوسى ج 2 صفحة 166 .

565

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 565
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست