responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 566


قد بعث لكم ومن أجل مصلحتكم طالوت ليكون ملكا عليكم ، وقائدا لكم في قتالكم لأعدائكم ، فأطيعوه واتبعوا ما يأمركم به .
و * ( طالُوتَ ) * اسم أعجمى قيل هو المسمى في التوراة باسم « شاول » وقيل إن هذا الاسم لقب له من الطول كملكوت من الملك ، لأن طالوت كان طويلا جسيما .
ولقد كان الذي يقتضيه العقل أن يطيعوا أمر نبيهم ، ولكنهم لجوا في جدالهم وطغيانهم وقالوا لنبيهم معترضين على من اختاره اللَّه قائدا لهم . * ( أَنَّى يَكُونُ لَه الْمُلْكُ عَلَيْنا ونَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْه ولَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ ) * .
* ( أَنَّى ) * أداة استفهام بمعنى كيف ، والاستفهام هنا للتعجب من جعل طالوت ملكا عليهم .
أى قالوا لنبيهم منكرين ومتعجبين من اختيار طالوت ملكا عليهم : كيف يكون له الملك علينا والحال أننا أحق بالملك منه لأننا أشرف منه نسبا ، إذ منا من هو نسل الملوك أما طالوت فليس من نسلهم ، وفضلا عن ذلك فهو لا يملك من المال ما يملكه بعضنا فكيف يكون هذا الشخص ملكا علينا ؟
فأنت تراهم لانعدام المقاييس الصحيحة عندهم ظنوا أن المؤهلات الحقيقة لاستحقاق الملك والقيادة إنما تكون بالنسب وكثرة المال أما الكفاءة العقلية ، والقوة البدنية ، والقدرة الشخصية فلا قيمة لها عندهم لانطماس بصيرتهم ، وسوء تفكيرهم .
قال بعضهم : « وسبب هذا الاستبعاد أن النبوة كانت مخصوصة بسبط معين من أسباط بنى إسرائيل وهو سبط لاوى بن يعقوب ، وسبط المملكة بسبط يهوذا ، ولم يكن طالوت من أحد هذين السبطين بل من ولد بنيامين . والواو في قوله : * ( ونَحْنُ أَحَقُّ ) * للحال ، والواو الثانية في قوله : * ( ولَمْ يُؤْتَ ) * عاطفة جامعة للجملتين في الحكم « 1 » .
ثم حكى القرآن ما رد به نبيهم عليهم فقال : * ( قالَ إِنَّ اللَّه اصْطَفاه عَلَيْكُمْ وزادَه بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ والْجِسْمِ ، واللَّه يُؤْتِي مُلْكَه مَنْ يَشاءُ واللَّه واسِعٌ عَلِيمٌ ) * .
أى قال لهم نبيهم مدللا على أحقية طالوت بالقيادة : إن اللَّه - تعالى - * ( اصْطَفاه عَلَيْكُمْ ) * أى اختاره وفضله عليكم واختياره يجب أن يقابل بالإذعان والتسليم . وثانيا : * ( وزادَه بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ ) * أى أن اللَّه - تعالى - منحه سعة في العلم والمعرفة والعقل والإحكام في التفكير المستقيم لم يمنحها لكم ، وثالثا : في * ( الْجِسْمِ ) * بأن أعطاه جسما قويا ضخما مهيبا . وهذه الصفات ما وجدت في شخص إلا وكان أهلا للقيادة والريادة وفضلا عن كل ذلك فمالك الملك هو الذي


( 1 ) حاشية الجمل على الجلالين ج 1 ص 201 .

566

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 566
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست