نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 543
وصاحبها محذوف والتقدير : على الموسع منكم . و * ( مَتاعاً ) * منصوب على المصدر . و * ( بِالْمَعْرُوفِ ) * جار ومجرور صفة له . و * ( حَقًّا ) * صفة ثانية لقوله : * ( مَتاعاً ) * أو مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله . وعامله محذوف وجوبا والتقدير : حق ذلك حقا » « 1 » . هذا ، ويرى بعض العلماء أن المتعة واجبة للمرأة على الرجل في حال مفارقتها قبل الدخول بها وقبل تسمية المهر ، لأن الآية الكريمة قد أكدت ذلك وجعلته حقا ثابتا لا يجوز التحلل منه قال - تعالى - : * ( مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ) * . ويرى بعضهم أنها مستحبة ، لأن التعبير بالمحسنين يدل على أن المتعة غير واجبة وقد رجح المحققون من العلماء الرأى الأول وقالوا : إن الإحسان لا ينافي الوجوب الذي دل عليه الأمر يؤيد هذا قوله : * ( عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُه وعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُه ) * ، فقد جعل اللَّه المتعة على الفريقين كل فريق على حسب طاقته وقدرته . والمتعة تختلف باختلاف الأحوال من يسار وإعسار ، يقدرها القاضي على الرجل على حسب حالته كما يقدر النفقة . والصالحون من الناس هم الذين يبذلون المتعة للمطلقة بسخاء ومودة ، ولقد أثر عن الحسن بن على - رضي اللَّه عنهما - أنه متع امرأة طلقها بعشرة آلاف درهم ، فلما تسلمت هذا المال الوفير قالت : « متاع قليل من حبيب مفارق » . ثم بين - سبحانه - حق المرأة فيما لو طلقت قبل الدخول بها وبعد تسمية مهر لها فقال - تعالى - : * ( وإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً ، فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِه عُقْدَةُ النِّكاحِ ) * . أى : وإن طلقتم يا معشر الرجال النساء من قبل أن تدخلوا بهن وتباشروهن ، ومن بعد أن قدرتم لهن صداقا معلوما ، فالواجب عليكم في هذه الحالة أن تدفعوا لهن نصف ما قدرتم لهن من صداق ، إلا أن تتنازل المرأة عن حقها فتتركه لمطلقها بسماحة نفس ، بأن تكون هي الراغبة في الطلاق ، أو يتنازل الذي بيده عقدة النكاح وهو الزوج عن حقه بأن يدفع لها المهر كاملا أو ما هو أكثر من النصف لأنه هو الراغب في الطلاق . وجملة * ( وقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً ) * في موضع نصب على الحال من فاعل * ( طَلَّقْتُمُوهُنَّ ) * أو من مفعوله . أى وإن طلقتموهن حالة كونكم فارضين لهن المهر أو حالة كونهن مفروضا لهن المهر . والفاء في قوله : * ( فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ ) * واقعة في جواب الشرط ، والجملة في مجل جزم جواب
( 1 ) حاشية الجمل على الجلالين ج 1 صفحة 193 .
543
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 543