responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 477


ولقد قال بعض العلماء : إن تحريم القتال في الشهر الحرام منسوخ بقوله - تعالى - :
وقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وبقتال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أهل الطائف فيه . والحقيقة أنه لم يثبت ناسخ صريح في النسخ فإن قوله - تعالى - : وقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً العموم فيه بالنسبة للمقاتلين لا بالنسبة لزمان القتال ، وأن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لم يبتدئ قتالا في الشهر الحرام مختارا قط ، والتحريم في الاختيار والابتداء كما بينا لا في البقاء والاضطرار ، لذا قال - سبحانه - : فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ، ولأن الأشهر الحرم نص عليها في خطبة الوداع وكل ما جاء فيها غير منسوخ » « 1 » .
2 - كذلك من الأحكام التي أخذها العلماء من الآية أن الردة تحبط العمل في الدنيا سواء أمات المرتد على كفره أم عاد إلى الإسلام قبل موته بدليل قوله - تعالى - في آية أخرى لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ فقد علق الحبوط بمجرد الشرك ، والخطاب وإن كان للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فالمراد أمته لاستحالة الشرك عليه . وعلى هذا الرأى سار المالكية والأحناف .
ويرى الشافعية أن الردة تحبط العمل في الدنيا متى مات المرتد كافرا ، لأن الآية تقول :
* ( ومَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِه فَيَمُتْ وهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ ) * ويظهر أثر الخلاف فيمن حج مسلما ، ثم ارتد ثم أسلَّم ، فالأحناف والمالكية يوجبون عليه إعادة الحج لأن الردة أحبطت حجه . والشافعية يقولون : لا حج عليه لأن حجه قد سبق والردة لا تحبط العمل إلا إذا مات الشخص كافرا .
ولكل فريق أدلته المبسوطة في كتب الفقه .
وبعد أن بين - سبحانه - عاقبة من يرتد عن دينه أتبع ذلك ببيان عاقبة المؤمنين الصادقين فقال - تعالى - : * ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هاجَرُوا وجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّه ، أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّه ، واللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ) * .
قال الإمام الرازي : في تعلق هذه الآية بما قبلها وجهان :
الأول : أن عبد اللَّه بن جحش قال : يا رسول اللَّه : هب أنه لا عقاب علينا فيما فعلنا ، فهل نطمع منه أجرا وثوابا ؟ فنزلت الآية ، لأن عبد اللَّه كان مؤمنا وكان مهاجرا ، وكان مجاهدا بسبب هذه المقاتلة .
وفي الثاني : أنه تعالى لما أوجب الجهاد قبل بقوله : * ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وهُوَ كُرْه لَكُمْ ) *


( 1 ) تفسير الآية الكريمة لفضيلة الشيخ محمد أبو زهرة مجلة لواء الإسلام السنة الخامسة : العدد العاشر ص 599 .

477

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست