responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 409


وقوله : * ( إِنَّ اللَّه لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) * كالتعليل لما قبله في النهى عن مجاوزة ما حده اللَّه - تعالى - في قتال المخالفين .
ومحبة اللَّه لعباده : صفة من صفاته - تعالى - من أثرها الرعاية والإنعام . وإذا نفى اللَّه - تعالى - محبته لطائفة من الناس فهو كناية عن بغضه لهم ، واستحقاقهم لعقوبته .
وقوله : * ( واقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ) * الضمير المنصوب فيه يعود على قوله : * ( الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ ) * في الآية السابقة .
و * ( ثَقِفْتُمُوهُمْ ) * : أدركتموهم وظفرتم بهم . يقال : ثقف الشيء إذا ظفر به ووجده على جهة الأخذ والغلبة ومنه رجل ثقف إذا كان سريع الأخذ لأقرانه . قال الشاعر :
< شعر > فإما تثقفونى فاقتلوني فمن أثقف فليس إلى خلود .
< / شعر > ويقال - أيضا - رجل ثقف : إذا كأن محكما لما يتناوله من الأمور .
والمعنى : عليكم أيها المسلمون أن تقتلوا هؤلاء الذين إذنا لكم بقتالهم حيث وجدتموهم وظفرتم بهم ، فأنهم قد بادؤكم بالعدوان ، وتمنوا لكم كل شر وسوء .
وقوله : * ( وأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ) * معطوف على ما قبله .
وحيث ظرف مكان . والمكان الذي أخرجوهم منه هو مكة ، فإن المشركين من قريش قد أنزلوا بالمسلمين الأولين من صنوف الأذى ما جعلهم يتركون مكة ويهاجرون إلى بلاد الحبشة أولا . ثم إلى المدينة المنورة ثانيا .
أى : اقتلوا هؤلاء الذين قاتلوكم في أى مكان لقيتموهم فيه ، وأخرجوهم من المكان الذي أخرجوكم منه وهو مكة .
وفي هذا تهديد للمشركين ، وإغراء للمسلمين بهم ، ووعد بفتح مكة وقد أنجز اللَّه - تعالى - وعده ففتح المسلمون مكة في السنة الثامنة من الهجرة .
وقوله - تعالى - : * ( والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) * . دفع لما قد يقع من بعض المسلمين من استعظام قتل المشركين في مكة .
والفتنة في الأصل : مصدر فتن الصائغ الذهب والفضة إذا أذابهما بالنار ليستخرج الزائف منهم ثم استعملت في الابتلاء والامتحان والصرف عن الشيء ، وأكثر استعمالها في التضليل والصد عن الدين ، ثم على الكفر .
ويبدو أن المراد منها هنا ما كان يفعله المشركون مع المسلمين من التعذيب والصد عن الدين ، والإخراج من الوطن ، وغير ذلك من صنوف الأذى .

409

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست