responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 392


والرشد : الاهتداء إلى الخير وحسن التصرف في الأمر من دين أو دنيا يقال : رشد ورشد يرشد ويرشد رشدا ، أى اهتدى .
والمعنى : لقد وعدتكم يا عبادي بأن أجيب دعاءكم إذا دعوتموني ، وعليكم أنتم أن تستجيبوا لأمري ، وأن تقفوا عند حدودي ، وأن تثبتوا على إيمانكم بي ، لعلكم بذلك تصلون إلى ما فيه رشدكم وسعادتكم في الحياتين العاجلة والآجلة . وأمرهم - سبحانه - بالإيمان بعد الأمر بالاستجابة ، لأنه أول مراتب الدعوة ، وأولى الطاعات بالاستجابة .
قال الحافظ ابن كثير : وفي ذكره - تعالى - هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة بل وعند كل فطر ، كما روى أبو داود الطيالسي في مسنده عن عبد اللَّه بن عمرو قال : سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول : للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة فكان عبد اللَّه بن عمرو إذا أفطر جمع أهله وولده ودعا . وروى ابن ماجة عن عبد اللَّه بن عمرو قال : قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد » وكان عبد اللَّه يقول إذا أفطر : اللهم إنى أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي « وروى الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبى هريرة قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ثلاثة لا ترد دعوتهم :
الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم ، يرفعها اللَّه دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول : بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين » « 1 » .
هذا والحديث عن الدعاء وعن فضله وعن آدابه وشروطه وفوائده وجوامعه وغير ذلك مما يتعلق به قد بسطناه في غير هذا المكان فليرجع إليه من شاء « 2 » .
وبعد هذا الحديث المؤثر عن الدعاء ، عاد القرآن إلى الحديث عن أحكام الصيام ، وعن مظاهر رحمة اللَّه بعباده فيما شرع لهم فقال - تعالى - :


( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 219 . ( 2 ) راجع كتاب ( الدعاء ) للمؤلف طبع مجمع البحوث : الكتاب السادس والخمسون .

392

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست