نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 390
أى : لو حصل منه صوم طول حياته فلن يدرك ثواب ما ضيع بسبب فطره بغير عذر شرعي . والأحاديث في الترغيب في صوم شهر رمضان ، وفي الترهيب من الفطر فيه كثيرة متنوعة . ثم بين - سبحانه - أن العباد إذا حافظوا على فرائضه ، واستجابوا لأوامره ، وابتعدوا عن نواهيه ، فإنه - عز وجل - لا يرد لهم طلبا ولا يخيب لهم رجاء فقال : [ سورة البقرة [2] : آية 186 ] وإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ولْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ( 186 ) قال الإمام البيضاوي في وجه اتصال هذه الآية بما قبلها من آيات الصيام : واعلم أنه - تعالى - لما أمرهم بصوم الشهر ومراعاة العدة وحثهم على القيام بوظائف التكبير والشكر عقبه بهذه الآية الدالة على أنه خبير بأحوالهم سميع لأقوالهم ، مجيب لدعائهم ، مجاز على أعمالهم تأكيدا له وحثا عليه « وروى المفسرون في سبب نزول هذه الآية الكريمة روايات منها ما أخرجه بن جرير وابن أبى حاتم أن أعرابيا جاء إلى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقال : أقريب ربنا فنناجيه - أى : ندعوه سرا - أم بعيد فنناديه ؟ فسكت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فأنزل اللَّه هذه الآية « 1 » . ومنها ما رواه ابن مردويه - بسنده - عن الحسن قال : سأل بعض الصحابة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أين ربنا ؟ فأنزل اللَّه - تعالى - هذه الآية « 2 » . والمعنى : وإذا سألك عبادي يا محمد عن قربى وبعدي فقل لهم : إنى قريب منهم بعلمي ورحمتي وقدرتي وإجابتى لسؤالهم . قال - تعالى - : ولَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ ونَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِه نَفْسُه ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ : وفي الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى أنه قال : كنا مع النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير . فقال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : ايها الناس أربعوا على أنفسكم - أى ارفقوا بها - فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا بصيرا وهو معكم ، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته » « 3 » .
( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 218 . [2] تفسير البيضاوي ص 39 . ( 3 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 218 .
390
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي جلد : 1 صفحه : 390