responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 39


2 - وقيل إن هذه الحروف قد جاءت هكذا فاصلة للدلالة على انقضاء سورة وابتداء أخرى .
3 - وقيل : إنها حروف مقطعة ، بعضها من أسماء اللَّه - تعالى - وبعضها من صفاته ، فمثلا * ( الم ) * أصلها : أنا اللَّه أعلم .
4 - وقيل : إنها اسم اللَّه الأعظم . إلى غير ذلك من الأقوال التي لا تخلو من مقال ، والتي أوصلها السيوطي في « الإتقان » إلى أكثر من عشرين قولا .
5 - ولعل أقرب الآراء إلى الصواب أن يقال : إن هذه الحروف المقطعة قد وردت في افتتاح بعض السور للإشعار بأن هذا القرآن الذي تحدى اللَّه به المشركين هو من جنس الكلام المركب من هذه الحروف التي يعرفونها ، ويقدرون على تأليف الكلام منها ، فإذا عجزوا عن الإتيان بسورة من مثله ، فذلك لبلوغه في الفصاحة والحكمة مرتبة يقف فصحاؤهم وبلغاؤهم دونها بمراحل شاسعة ، وفضلا عن ذلك فإن تصدير السور بمثل هذه الحروف المقطعة يجذب أنظار المعرضين عن استماع القرآن حين يتلى عليهم إلى الإنصات والتدبر ، لأنه يطرق أسماعهم في أول التلاوة ألفاظ غير مألوفة في مجاري كلامهم ، وذلك مما يلفت أنظارهم ليتبينوا ما يراد منها ، فيستمعوا حكما وحججا قد تكون سببا في هدايتهم واستجابتهم للحق .
هذه خلاصة لآراء العلماء في الحروف المقطعة التي افتتحت بها بعض السور القرآنية ، ومن أراد مزيدا لذلك فليرجع - مثلا - إلى كتاب « الإتقان » للسيوطي ، وإلى كتاب « البرهان » للزركشى ، وإلى تفسير الآلوسي .
ثم قال - تعالى - : * ( ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيه هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ) * .
* ( ذلِكَ ) * اسم إشارة واللام للبعد حقيقة في الحس ، مجازا في الرتبة ، والكاف للخطاب ، والمشار إليه - على الراجح - الكتاب الموعود به صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في قوله - تعالى - إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت : أخبرنى عن تأليف * ( ذلِكَ الْكِتابُ ) * مع * ( الم ) * قلت :
إن جعلت * ( الم ) * اسما للسورة ففي التأليف وجوه . أن يكون * ( الم ) * مبتدأ و * ( ذلِكَ ) * مبتدأ ثانيا ، و * ( الْكِتابُ ) * خبره . والجملة خبر المبتدأ الأول .
ومعناه أن ذلك الكتاب هو الكتاب الكامل ، كأن ما عداه من الكتب في مقابلته ناقص ، وأنه الذي يستأهل أن يسمى كتابا ، كما تقول : هو الرجل ، أى : الكامل في الرجولية ، الجامع لما يكون في الرجال من مرضيات الخصال .

39

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست