responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 298


اللَّه : مات إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى وقد صرفك اللَّه إلى قبلة إبراهيم ، فكيف بإخواننا ، فأنزل اللَّه - تعالى - * ( وما كانَ اللَّه لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ ) * .
وروى أن حيي بن أخطب وجماعة من اليهود قالوا للمسلمين : أخبرونا عن صلاتكم إلى بيت المقدس إن كانت على هدى لقد تحولتم عنه ، وإن كانت على ضلالة فقد عبدتم اللَّه بها مسافة ، ومن مات عليها فقد مات على ضلالة فقال المسلمون إنما الهدى فيما أمر اللَّه - تعالى - والضلالة فيما نهى اللَّه عنه فقالوا : فما شهادتكم على من مات منكم على قبلتنا ؟ - وكان قد مات من المسلمين جماعة قبل تحويل القبلة - فانطلق عشائرهم إلى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقالوا : يا رسول اللَّه : كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس ؟ فأنزل اللَّه تعالى : * ( وما كانَ اللَّه لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّه بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) * .
والمعنى - وما كان اللَّه - تعالى - ليذهب صلاتكم وأعمالكم الصالحة التي قمتم بها خلال توجهكم إلى بيت المقدس ، لأنه - سبحانه - بعباده رؤف رحيم ولا يضيع أجر من أحسن عملا .
ثم خاطب اللَّه - تعالى - نبيه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ووعده بأن القبلة التي سيؤمر بالتوجه إليها هي التي يحرص عليها ويرغب فيها .
قال الإمام ابن كثير : قال على بن أبى طلحة قال ابن عباس : كان أول ما نسخ في القرآن القبلة ، وذلك أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود فأمره اللَّه تعالى أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبله رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بضعة عشر شهرا ، وكان يحب قبلة أبيه إبراهيم ، فكان يدعو اللَّه ، وينظر إلى السماء ، فأنزل اللَّه - تعالى - * ( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه ) * « 1 » .
والمعنى : قد شاهدنا - يا محمد - وعلمنا تردد وجهك ، وتسريح نظرك إلى السماء تطلعا إلى نزول الوحى عليك ، وتوقعا لما ألقى في روعك من تحويل القبلة إلى الكعبة سعيا منك وراء استمالة العرب إلى الدخول في أحضان الإسلام ، ومخالفة اليهود الذين كانوا يقولون : إنه يخالفنا في ديننا ويتبع قبلتنا ، وها نحن قد أجبناك إلى ما طلبت وأعطيناك ما سألت ، ووجهناك إلى قبلة تحبها وتميل إليها * ( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) * .
أى : فاصرف وجهك وحوله نحو المسجد الحرام وجهته .


( 1 ) تفسير ابن كثير ج 1 ص 192 .

298

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست