responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 283


وإن كان طريقه الاستدلال والنظر . فقد سقنا الكثير من الدلائل على أن ما جاء به محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم هو الموافق لما جاء به إبراهيم - عليه السلام - في أصول الدين « 1 » .
ثم أرشد اللَّه - تعالى - المؤمنين إلى جواب جامع وكلمة سواء تفيد نبذ التعصب جانبا وتدعو إلى اتباع الوحى الإلهى الذي أرسل اللَّه به الرسل مبشرين ومنذرين بدون تفرقة بين أحد منهم ، وهو يتضمن دعوة أهل الكتاب إلى الطريق الحق فقال تعالى : * ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّه وما أُنْزِلَ إِلَيْنا وما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ والأَسْباطِ ، وما أُوتِيَ مُوسى وعِيسى وما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، ونَحْنُ لَه مُسْلِمُونَ ) * أى : قولوا أيها المؤمنون لأولئك اليهود الذين يزعمون أن الهداية في اتباع ملتهم ، قولوا لهم : ليست الهداية في اتباع ملتكم فقد دخلها الشرك والتحريف ، وإنما الهداية في أن نصدق باللَّه ، وبالقرآن الكريم الذي أنزله اللَّه إلينا * ( وما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ والأَسْباطِ ) * ، وبالتوراة التي أنزلها اللَّه على موسى وبالإنجيل الذي أنزله اللَّه على عيسى ، ونحن في تصديقنا بالأنبياء لا نفرق بين أحد منهم فنؤمن ببعضهم ونكفر بالبعض الآخر كما فعلتم أنتم يا معشر اليهود وإنما نؤمن بهم جميعا بدون تفرقة بينهم ، ونحن لربنا مسلمون خاضعون بالطاعة . مذعنون له بالعبودية .
قال الإمام الرازي : « فإن قيل : كيف يجوز الإيمان بإبراهيم وموسى وعيسى مع القول بأن شرائعهم منسوخة ؟ قلنا : نحن نؤمن بأن كل واحد من تلك الشرائع كان حقا في زمانه ، فلا يلزم من المناقصة ، أما اليهود فإنهم لما اعترفوا بنبوة بعض من ظهر المعجز على يديه ، وأنكروا نبوة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مع قيام المعجز على يديه ، فحينئذ يلزمهم المناقضة فظهر الفرق « 2 » .
وقوله تعالى : * ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّه ) * خطاب للمؤمنين .
والأسباط : جمع سبط ، وهو الحفيد ، وهم أبناء يعقوب - عليه السلام - سموا بذلك لكونهم حفدة إبراهيم وإسحاق - عليهما السلام - وكانوا اثنى عشر سبطا كما قال تعالى :
وقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً ، والمراد : الإيمان بما أنزل اللَّه من الوحى على الأنبياء منهم .
قال الإمام القرطبي : والأسباط : ولد يعقوب ، وهم اثنا عشر ولدا ، ولكل واحد منهم أمة من الناس ، واحدهم سبط ، والسبط في بنى إسرائيل بمنزلة القبيلة في ولد إسماعيل ، وسموا


( 1 ) تفسير الفخر الرازي ج 3 ص 91 . ( 2 ) تفسير الفخر الرازي ج 1 ص 417 .

283

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست