responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 246


والباطل فإن الحق هو الذي يصرع الباطل كما قلنا غير مرة ، وإنما بقاء الباطل في غفلة الحق عنه » « 1 » .
وقد أكد اللَّه - تعالى - وعده بقوله : * ( إِنَّ اللَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) * أى أن كل شيء داخل تحت قدرته النافذة التي لا يعجزها شيء .
وقد أنجز اللَّه - تعالى - وعده ، فأذن للمؤمنين في الوقت المناسب بقتال اليهود وتأديبهم ، وقد ترتب على ذلك النصر للمؤمنين ، والطرد والقتل لليهود الحاقدين .
وبعد أن أمر القرآن المؤمنين في الآية السابقة بالعفو والصفح عن أعدائهم لأن الحكمة تجعل العفو والصفح خيرا من العقوبة والتأنيب ، انتقل بعد ذلك إلى أمرهم بالمحافظة على الشعائر التي تطهر قلوبهم ، وتزكى نفوسهم فقال - تعالى - :
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 110 ] وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ وما تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوه عِنْدَ اللَّه إِنَّ اللَّه بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 110 ) فقد أمرهم - سبحانه - في هذه الآية بالمواظبة على عمودي الإسلام وهما العبادة البدنية التي تؤكد حسن صلة العبد يخالقه وهي الصلاة والعبادة المالية التي تؤلف بين قلوب الموسرين والمعسرين وهي الزكاة .
وجاءت جملة * ( وما تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوه عِنْدَ اللَّه ) * بعد ذلك ، لترغبهم في فعل الخير على وجه عام ، ولتحثهم على التزود من الأعمال الصالحة سواء أكانت فرضا أم نفلا .
وقال * ( لأَنْفُسِكُمْ ) * للإشعار بأن ما يقدمه المؤمن من خير إنما يعود نفعه إليه ، وأنه سيجد عند اللَّه نظير ذلك الثواب الجزيل ، والأجر العظيم ، وفي قوله ، عند اللَّه ، إشارة إلى ضخامة الثواب ، لأنه صادر من الغنى الحميد .
وجاءت جملة « إن اللَّه بما تعلمون بصير » لتأكيد ذلك الوعد ، فقد دلت على أن اللَّه - تعالى - لا يخفى عليه عمل عامل قليلا كان أو كثيرا . وإذا كان عالما محيطا بكل عمل يصدر من الإنسان ، كانت الأعمال محفوظة عنده - تعالى - ، فلا يضيع منها عمل دون أن يلقى العامل جزاء يوم الدين .


( 1 ) تفسير المنار ج 1 ص 421 .

246

نام کتاب : التفسير الوسيط للقرآن الكريم نویسنده : سيد محمد طنطاوي    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست