responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة    جلد : 1  صفحه : 93


عند كبار الصحابة وقرائهم وحفاظهم بل وكل من شهد العمل منهم أنه القرآن الذي مات النبي عنه وهو ثابت لم ينسخ بترتيبه المعروف في حياته . وما دام النسخ الذي جرى في عهد عثمان إنما كان عن هذا المصحف وكان هذا أيضا على ملأ من الصحابة والقراء والحفاظ وبمعرفة علماء القرآن منهم ، ولم يكن الباعث عليه إلا إيجاد إمام يضبط فيه الإملاء والقراءة ويجمع به الناس على رسم واحد ، وما دامت المصاحف المتداولة في أيدي المسلمين هي طبق هذا المصحف الإمام كما هو ثابت بالتواتر الفعلي الذي لم ينقطع والذي هو يقيني - باستثناء بعض التنظيمات الشكلية على ما سوف نذكر بعد - فهي بطبيعة الحال طبق مصحف أبي بكر من حيث الألفاظ والآيات والسور وترتيبها ، وبالتالي طبق ما مات النبي عنه من قرآن ثابت بترتيبه وتسلسله .
وإذا كان من المحتمل أن لا تكون إحدى نسخ مصاحف عثمان الأصلية موجودة اليوم - مع ما يقال عن وجود بعضها قولا غير مؤيد بشاهد ووصف عياني موثوقين - فإن هذا لا ينقض ما نقوله من التواتر الفعلي . ولقد ذكر علماء قديمون أنهم شاهدوا بعض هذه النسخ ، وقرروا أن المصاحف المتداولة هي صورة تامة عنها رسما وترتيبا . ومن أقدم من ذكر ذلك أبو القاسم عبيد اللَّه بن سلام من علماء القرن الهجري الثاني الموثوقين ومحدثيهم . وتقرير هذا العالم يهدم كل قول حول التشكيك في مصحف عثمان وكون المصحف المتداول هو صورة تامة صحيحة عنه ، وحول رواية أن المصحف المتداول إنما هو مصحف الحجاج وجمعه وترتيبه إذا كان يراد بذلك جمعا وترتيبا جديدين ، وأن الحجاج قد جمع المصاحف المتداولة ومصاحف عثمان وأبادها . ولعل الرواية محرفة عن حادثة عناية الحجاج بإعجام القرآن أو نقطه ، مما صار نساخ المصاحف بعدها يأخذون به . فقد انتشر المسلمون في عهد الحجاج أكثر من ذي قبل في أنحاء الأرض ، وانتشرت نسخ القرآن العثمانية كذلك ، فلم يكن في إمكان الحجاج جمع المصاحف المتداولة وإبادتها البتة ، ولم يقل أحد إنه رأى مصحفا للحجاج فيه تغاير ما مع المصحف العثماني في نصه وترتيبه ، ولو كان وقع شيء من هذا لاهتمّ له أعداء الأمويين

93

نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست