نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 552
أو الحسين رضي اللَّه عنهما في بيت النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لأن السبطين الشريفين من مواليد المدينة ، ومثل رواية قول خديجة رضي اللَّه عنها للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : ما أرى ربك إلَّا قلاك ، لأن المأثور أنها كانت تشجعه وتثبته وتبثّ في نفسه الثقة والقوة والعزيمة على ما أوردنا بعض ذلك في مناسبة سابقة ومثل رواية استمرار الفترة ثلاث سنين لأن هذا لو وقع لكان غيّر مجرى تاريخ الدعوة لأن من شأنه أن يثير القلق بل والشكّ حتى في نفوس المؤمنين المخلصين الذين استجابوا للدعوة والتفوا حول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . والموثق من الروايات والتي يبدو عليها سمة الصحة وصدق الاحتمال هي رواية فتور الوحي ليلتين أو ثلاثا وقول امرأة للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إني أرى شيطانك قد تركك ، فما لبثت السورة أن نزلت وقد جاءت هذه الرواية في حديث للبخاري ومسلم ، ورواية إبطاء الوحي عن النبي أياما وقول المشركين أن محمدا قد ودّع فما لبثت السورة أن نزلت ، وقد جاءت هذه الرواية في حديث لمسلم والترمذي [1] . وعلى كل فيمكن القول بشيء من القطعية والجزم استلهاما من سورة الضحى واستئناسا بالروايات الكثيرة المتواترة : 1 - إن الوحي قد فتر أياما عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في أوائل عهد الدعوة . 2 - وإن الفترة قد أثارت في نفسه حزنا وأزمة وخوفا من أن يكون اللَّه قد تخلَّى عنه بعد أن سار في الدعوة شوطا ما . 3 - وإن المشركين أو بالأحرى الذين قادوا حركة المعارضة لدعوته والذين أظهروا عداء شديدا له استغلوا ذلك وقالوا في سخرية وشماتة إن ربّه قد قلاه
[1] التاج الجامع ج 4 ص 260 ونص الحديث الأول : « اشتكى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءت امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث فأنزل اللَّه : * ( والضُّحى ( 1 ) واللَّيْلِ إِذا سَجى ( 2 ) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى ( 3 ) ) * » ، وعلق مؤلف التاج على هذا الحديث أن المرأة هي العوراء أخت أبي سفيان وزوجة أبي لهب . وقد روى المفسرون اسمها في جملة ما رووه . ونصّ الحديث الثاني قال الراوي : « كنت مع النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في غار فدميت إصبعه فقال هل أنت إلَّا إصبع دميت وفي سبيل اللَّه ما لقيت . قال فأبطأ عليه جبريل فقال المشركون قد ودّع محمد فأنزل اللَّه ما ودّعك ربّك وما قلى » .
552
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 552