نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 431
مميزات الشريعة الإسلامية على غيرها ، على هذا الاعتبار والمعنى ومن أعظم مرشحاتها للخلود . ولقد ذكرت الزكاة حضا عليها وإيجابا لها وتنويها بفاعليها وتنديدا بمانعيها ووعدا بمضاعفة ثوابها وبإخلاف اللَّه على فاعليها في آيات كثيرة جدا مكية ومدنية تغني كثرتها عن التمثيل حيث ينطوي في ذلك مقدار العناية التي أعارتها حكمة التنزيل للزكاة ومدى ما كان وقدر لها من أثر وخطورة في حياة المجتمع الإسلامي . ولقد ورد مثل ذلك في أحاديث نبوية عديدة أيضا . من ذلك ما رواه الشيخان والنسائي عن ابن عباس عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهمّ أعط ممسكا تلفا » [1] . وما رواه كذلك عن ابن عباس عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم قال : « ما تصدّق أحد بصدقة من طيّب ولا يقبل اللَّه إلَّا الطيّب إلَّا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كفّ الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربّي أحدكم فلوّه أو فصيله » [2] . وروى الترمذي زيادة على ذلك قول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « وتصديق ذلك في كتاب اللَّه عزّ وجلّ يَمْحَقُ اللَّه الرِّبا ويُرْبِي الصَّدَقاتِ » [3] . وما رواه النسائي عن أبي سعيد قال : « خطبنا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يوما فقال : والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم أكبّ فأكبّ كلّ رجل منّا يبكي لا ندري على ماذا حلف ثمّ رفع رأسه في وجهه البشرى فكانت أحبّ إلينا من حمر النّعم ثم قال ما من عبد يصلَّي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر إلَّا فتحت له أبواب الجنة فقيل له ( ادخل بسلام ) » [4] . وما رواه الشيخان والنسائي والترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « من آتاه اللَّه مالا فلم يؤدّ زكاته مثّل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة ثمّ يأخذ
[1] التاج الجامع ، ج 2 ص 4 - 5 . [2] المصدر نفسه . [3] المصدر نفسه . [4] المصدر نفسه ، ص 5 - 7 .
431
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 431