نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 430
المقادير التي حددها في العهد المكي . ومع أن مصارف الزكاة قد ذكرت في آية من آيات سورة التوبة هذه : إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ والْمَساكِينِ والْعامِلِينَ عَلَيْها والْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وفِي الرِّقابِ والْغارِمِينَ وفِي سَبِيلِ اللَّه وابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّه واللَّه عَلِيمٌ حَكِيمٌ ‹ 60 › . التي نزلت في وقت متأخر من العهد المدني فإن أسلوبها والسياق الذي جاءت فيه يلهمان أن هذه المصارف كانت مما جرى عليه قبل نزولها ، وبالتالي أنها تشريع نبوي ثبت في هذه الآية . وقد ذكرت بعض هذه المصارف بألفاظها في إحدى آيات سورة البقرة المبكرة في النزول في العهد المدني وهي : لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ ولكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّه والْيَوْمِ الآخِرِ والْمَلائِكَةِ والْكِتابِ والنَّبِيِّينَ وآتَى الْمالَ عَلى حُبِّه ذَوِي الْقُرْبى والْيَتامى والْمَساكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ والسَّائِلِينَ وفِي الرِّقابِ [ 177 ] . والزكاة في الآية التي نحن في صددها قرنت إلى الصلاة . وهذا تكرر في معظم الآيات التي ذكرت فيها الصلاة . وفي هذا القرآن من جهة وفي جعلها من صفات المؤمن الرئيسية كما جاء في آية النمل التي أوردناها قبل ، وكما جاء في آيات سورة المؤمنون هذه : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ‹ 1 › الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ‹ 2 › والَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ‹ 3 › والَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ‹ 4 › وغيرهما . وبعبارة أخرى في جعلها عنوانا من عناوين الإيمان وركنا من أركان الإسلام من جهة ثانية توطيد لمبدأ المعونة المالية للمحتاجين إليها وللمصالح العامة بصورة إلزام وفرض ، وعدم ترك ذلك للتطوع والاختيار . ولقد روي أن ابن عباس سئل عن حكمة قرن الصلاة إلى الزكاة في القرآن فقال لأن الصلاة والزكاة توأمان في الإسلام لا تقبل إحداهما بدون الأخرى . تلك حق اللَّه وهذه حق الناس . ولعل فريضة الزكاة بهذه الصفة والمعنى من أعظم التشريعات الإسلامية سعة مدى وأثرا في صلاح المجتمع الإسلامي وأمنه وتضامنه ، وتخفيف أزمات بنيه ومحتاجيه ، وتقليل أسباب الأحقاد والضغائن والحسد بين المحتاجين ، وغير المحتاجين ، وتيسير تغذية المشاريع العامة التي لا تقوم إلَّا بالمال . وهي من أعظم
430
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 430