نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 12
ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكي والمدني . وكان أول مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران . وكذا مصحف أبيّ وغيره . ثم ساق السيوطي رحمه اللَّه بعد نحو صفحتين صورة عن الترتيب الذي في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنهما [1] . وقد قال شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه اللَّه تعالى : إن ترتيب السور بالاجتهاد لا بالنصّ في قول جمهور العلماء من الحنابلة والمالكية والشافعية ، فيجوز قراءة هذه قبل هذه ، وكذا في الكتابة . ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة في كتابتها ، نعني لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان صار هذا مما سنّه الخلفاء الراشدون . وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب اتباعها . وواضح كل الوضوح أن محل اتباع هذه السنة التي يجب اتباعها إنما هو في كتابة المصحف الذي يكون للتلاوة لا في كتابة تفسير وشرح لمعاني الآيات والسور الكريمة . فإن ذلك غير داخل في موضوع اختلاف العلماء أو اتفاقهم إطلاقا . بل هم فيما روي متفقون على سواغيته وجوازه . واللَّه تعالى أعلم » . وقد استخرنا اللَّه بعد أن تلقينا هذين الجوابين من الأستاذين الجليلين وعزمنا على السير في الطريقة المذكورة لما لها من فوائد عظيمة دون أن يكون لها مساس بقدسية ترتيب المصحف . ولقد أورد السيوطي في كتاب « الإتقان » [2] ترتيبات نزول للسور المكية والسور المدنية منسوبة إلى جابر بن زيد والحسين وعكرمة وابن عباس ، وترتيبا رابعا لم يذكر صاحبه . ولقد اطلعنا في مقدمة « تفسير الخازن » على ترتيب وفي مقدمة تفسير « مجمع البيان » على ترتيب آخر ، وفي المصحف الذي كتبه الخطاط الشهير بقدر وغلي - والذي طبع بتصريح من وزارة الداخلية المصرية وإذن مشيخة المقاريء المصرية من قبل عبد الحميد أحمد حنفي - ترتيب آخر أشير إليه في رؤوس السور . وبين هذه الترتيبات السبعة بعض التخالف من ناحية التقديم
[1] الكلام الذي ساقه الأستاذ أبو غده للسيوطي هو من كتابه « الإتقان » ج 1 ، ص 65 وما بعدها أيضا من الطبعة المذكورة قبل . [2] انظر الجزء الأول من طبعة مطبعة عبد الرزاق ص 10 وما بعدها .
12
نام کتاب : التفسير الحديث نویسنده : محمد عزة دروزة جلد : 1 صفحه : 12