نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 478
والأول أحسن هنا * ( أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ) * تعجب واستبعاد أن يكون له ولد مع شيخوخته وعقم امرأته ، فسأل ذلك أولا لعلمه بقدرة اللَّه عليه ، وتعجب منه لأنه نادر في العادة ، وقيل : سأله وهو في سنّ من يرجوه ، وأجيب بعد ذلك بسنين وهو قد شاخ * ( عِتِيًّا ) * قيل : يبسا في الأعضاء والمفاصل ، وقيل : مبالغة في الكبر * ( كَذلِكَ ) * الكاف في موضع رفع ، أي الأمر كذلك ، تصديقا له فيما ذكر من كبره وعقم امرأته ، وعلى هذا يوقف على قوله . كذلك . ثم يبتدأ : قال ربك ، وقيل : إن الكاف في موضع نصب بقال ، وذلك إشارة إلى مبهم يفسره : هو عليّ هين * ( اجْعَلْ لِي آيَةً ) * أي علامة على حمل امرأته * ( سَوِيًّا ) * أي سليما غير أخرس ، وانتصابه على الحال من الضمير في تكلم ، والمعنى أنه لا يكلم الناس مع أنه سليم من الخرس ، وقيل : إن سويا يرجع إلى الليالي أي مستويات * ( فَأَوْحى إِلَيْهِمْ ) * أي أشار ، وقيل : كتب في التراب إذ كان لا يقدر على الكلام * ( أَنْ سَبِّحُوا ) * قيل : معناه صلوا ، والسبحة في اللغة الصلاة ، وقيل : قولوا سبحان اللَّه * ( يا يَحْيى ) * التقدير قال اللَّه ليحيى بعد ولادته : * ( خُذِ الْكِتابَ ) * يعنى التوراة * ( بِقُوَّةٍ ) * أي في العلم به والعمل به * ( وآتَيْناه الْحُكْمَ صَبِيًّا ) * قيل : الحكم ، معرفة الأحكام ، وقيل : الحكمة ، وقيل : النبوة * ( وحَناناً ) * قيل : معناه رحمة وقال ابن عباس : لا أدري ما الحنان * ( وزَكاةً ) * أي طهارة ، وقيل ، ثناء كما يزكى الشاهد . واذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ ) * خطاب لمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم والكتاب القرآن إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها ) * أي اعتزلت منهم وانفردت عنهم مَكاناً شَرْقِيًّا ) * أي إلى جهة الشرق فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا ) * يعنى جبريل ، وقيل : عيسى ، والأول هو الصحيح لأن جبريل هو الذي تمثل لها باتفاق قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ) * لما رأت الملك الذي تمثل لها في صورة البشر ، قد دخل عليها خافت أن يكون من بني آدم ، فقالت له هذا الكلام ، ومعناه : إن كنت ممن يتقي اللَّه فابعد عني ، فإني أعوذ باللَّه منك ، وقيل : إن تقيا اسم رجل معروف بالشرّ عندهم وهذا ضعيف وبعيد لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا ) * الغلام الزكيّ هو عيسى عليه
478
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 478