responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 321


أحدها : أن تكون الكاف في موضع رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذه الحال كحال إخراجك يعني أن حالهم في كراهة تنفيل الغنائم كحالهم في حالة خروجك للحرب ، والثاني أن يكون في موضع الكاف نصب على أنه صفة لمصدر الفعل المقدّر في قوله الأنفال للَّه والرسول أي : استقرت الأنفال للَّه والرسول استقرارا مثل استقرار خروجك ، والثالث أن تتعلق الكاف بقوله يجادلونك * ( مِنْ بَيْتِكَ ) * يعني مسكنه بالمدينة إذ أخرجه اللَّه لغزوة بدر * ( وإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ ) * أي كرهوا قتال العدو ، وذلك أن عير قريش أقبلت من الشام فيها أموال عظيمة ، ومعها أربعون راكبا ، فأخبر بذلك جبريل النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فخرج بالمسلمين فسمع بذلك أهل مكة ، فاجتمعوا وخرجوا في عدد كثير ليمنعوا عيرهم .
فنزل جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن اللَّه قد وعدكم إحدى الطائفتين ، إما العير وإما قريش ، فاستشار النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أصحابه ، فقالوا : العير أحب إلينا من لقاء العدو ، فقال : إن العير قد مضت على ساحل البحر ، وهذا أبو جهل قد أقبل ، فقال له سعد بن عبادة : امض لما شئت فإنا متبعوك وقال سعد بن معاذ : والذي بعثك بالحق لو خضت هذا البحر لخضناه معك فسر بنا على بركة اللَّه * ( يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ ) * كان جدالهم في لقاء قريش ، بإيثارهم لقاء العير إذ كانت أكثر أموالا ، وأقل رجالا وتبين الحق : هو إعلام رسول اللَّه صلَّى اللَّه تعالى عليه واله وسلَّم بأنهم ينصرون * ( كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ ) * تشبيه لحالهم في إفراط جزعهم من لقاء قريش * ( وإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّه إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ) * يعني قريش أو عيرهم ، والعمل في إذ محذوف تقديره اذكروا * ( أَنَّها لَكُمْ ) * بدل من إحدى الطائفتين * ( وتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) * الشوكة عبارة عن السلاح . سميت بذلك لحدّتها ، والمعنى تحبون أن تلقوا الطائفة التي لا سلاح لها وهي العير * ( أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ ) * يعني يظهر الإسلام بقتل الكفار وإهلاكهم يوم بدر * ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ ) * متعلق بمحذوف تقديره :
ليحق الحق ويبطل الباطل فعل ذلك ، وليس تكرارا للأول لأن الأول مفعول يريد ، وهذا تعليل لفعل اللَّه تعالى ، ويحتمل أن يريد بالحق الأول الوعد بالنصرة ، وبالحق الثاني الإسلام . فيكون المعنى أن نصرهم ، ليظهر الإسلام ، ويؤيد هذا قوله : ويبطل الباطل أي يبطل الكفر * ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ) * إذ بدل من إذ يعدكم ، وقيل : يتعلق بقوله : ليحق الحق أو بفعل مضمر واستغاثتهم دعاؤهم بالغوث والنصر * ( مُمِدُّكُمْ ) * أي مكثركم * ( مُرْدِفِينَ ) * من قولك ردفه إذا تبعه ، وأردفته إياه إذا أتبعته إياه . والمعنى : يتبع بعضهم بعضا ، فمن قرأه [1]



[1] . قرأ نافع بفتح الدال ، وقرأ الباقون بكسر الدال .

321

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست