responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 306


نبينا محمد صلَّى اللَّه عليه وعلى اله وسلَّم في قوله : وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) * [ النجم : 3 ] وتفسير الفارقليط أنه مشتق من الحمد واسم نبينا محمد صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم محمد وأحمد وقيل معنى الفارقليط الشافع المشفع . .
ومن ذلك في التوراة : مولده بمكة أو مسكنه بطيبة وأمته الحمادون ، وبيان ذلك أن أمته يقرؤن : الحمد للَّه في صلاتهم مرارا كثيرة في كل يوم وليلة ، وعن شهر بن حوشب مثل ذلك في إسلام كعب الأحبار ، وهو من اليمن من حمير أن كعبا أخبره بأمره وكيف كان ذلك ، وقيل كان أبوه من مؤمني أهل التوراة برسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه واله وسلَّم ، وكان من عظمائهم وخيارهم ، قال كعب : وكان من أعلم الناس بما أنزل اللَّه على موسى من التوراة ، وبكتب الأنبياء ، ولم يكن يدخر عني شيئا مما كان يعلم ، فلما حضرته الوفاة دعاني ، فقال يا بني : قد علمت أني لم أكن أدخر عنك شيئا مما كنت أعلم ، إلا أني حبست عنك ورقتين فيهما ذكر نبي يبعث ، وقد أظل زمانه ، فكرهت أن أخبرك بذلك ، فلا آمن عليك بعد وفاتي أن يخرج بعض هؤلاء الكذابين فتتبعه وقد قطعتها من كتابك وجعلتهما في هذه الكوّة التي ترى وطينت عليهما ، فلا تتعرض لهما ولا تنظرهما زمانك هذا وأقرهما في موضعهما حتى يخرج ذلك النبي ، فإذا خرج فاتبعه وانظر فيهما ، فإن اللَّه يزيدك بهذا خيرا ، فلما مات والدي لم يكن شيء أحب إلى من أن ينقضي المأتم حتى أنظر ما في الورقتين .
فلما انقضى المأتم فتحت الكوّة ثم استخرجت الورقتين فإذا فيهما محمد رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم خاتم النبيين ، لا نبي بعده ، مولده بمكة ومهاجره بطيبة ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يجزى بالسيئة الحسنة ، ويعفو ويغفر ويصفح ، أمته الحمادون الذي يحمدون اللَّه على كل شرف ، وعلى كل حال ، وتتذلل بالتكبير ألسنتهم ، وينصر اللَّه نبيهم على كل من ناوأه ، يغسلون فروجهم بالماء ويأتزرون على أوساطهم وأناجيلهم في صدورهم ويأكلون قربانهم في بطونهم ويؤجرون عليها وتراحمهم بينهم تراحم بني الأم والأب ، وهم أول من يدخل الجنة يوم القيامة من الأمم ، وهم السابقون المقربون والشافعون المشفع لهم ، فلما قرأت هذا قلت في نفسي :
واللَّه ما علمني شيئا خيرا لي من هذا فمكثت ما شاء اللَّه حتى بعث النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وبيني وبينه بلاد بعيدة منقطعة لا أقدر على إتيانه ، وبلغني أنه خرج في مكة فهو يظهر مرة ويستخفي مرة ، فقلت : هو هذا وتخوفت ما كان والدي حذرني وخوفني من ذكر الكذابين ، وجعلت أحب أن أتبين وأتثبت فلم أزل بذلك حتى بلغني أنه أتى المدينة فقلت في نفسي : إنّي لأرجو أن يكون إياه وجعلت ألتمس السبيل إليه ، فلم يقدر لي حتى بلغني أنه توفي رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقلت : في نفسي : لعله لم يكن الذي كنت أظن .

306

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست