responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 303


موسى ، وإنما دعاه بأمّه ، لأنه أدعى إلى العطف والحنوّ ، وقرئ ابن أم بالكسر [1] على الإضافة إلى ياء المتكلم ، وحذفت الياء بالفتح تشبيها بخمسة عشر جعل الاسمان اسما واحدا فبنى * ( ولا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) * أي : لا تظن أني منهم أو لا تجد عليّ في نفسك ما تجد عليهم يعني أصحاب العجل * ( غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وذِلَّةٌ ) * أي : غضب في الآخرة وذلة في الدنيا * ( ولَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ ) * أي سكن ، وكذلك قرأ بعضهم ، وقال الزمخشري : قوله سكت مثل كأنّ الغضب كان يقول له ألق الألواح وجرّ برأس أخيك ، ثم سكت عن ذلك * ( وفِي نُسْخَتِها ) * أي فيما ينسخ منها ، والنسخة فعلة بمعنى مفعول * ( لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ) * أي يخافون ، ودخلت اللام لتقدّم المفعول كقوله : لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ ) * [ يوسف :
43 ] ، وقال المبرّد : تتعلق بمصدر تقديره رهبتهم لربهم * ( واخْتارَ مُوسى قَوْمَه ) * أي من قومه * ( سَبْعِينَ رَجُلًا ) * حملهم معه إلى الطور يسمعون كلام اللَّه لموسى فقالوا : أرنا اللَّه جهرة فأخذتهم الرجفة عقابا لهم على قولهم ، وقيل : إنما أخذتهم الرجفة لعبادتهم العجل أو لسكوتهم على عبادته ، والأوّل أرجح لقوله فقالوا أرنا اللَّه جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ، ويحتمل أن تكون رجفة موت أو إغماء ، والأول أظهر لقوله : ثم بعثناكم من بعد موتكم * ( لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وإِيَّايَ ) * يحتمل أن تكون لو هنا للتمني أي تمنوا أن يكون هو وهم قد ماتوا قبل ذلك ، لأنه خاف من تشغيب بني إسرائيل عليه إن رجع إليهم دون هؤلاء السبعين ، ويحتمل أن يكون قال ذلك على وجه التضرع والاستسلام لأمر اللَّه كأنه قال : لو شئت أن تهلكنا قبل ذلك لفعلت فإنا عبيدك وتحت قهرك ، وأنت تفعل ما تشاء ، ويحتمل أن يكون قالها على وجه التضرع والرغبة كأنه قال : لو شئت أن تهلكنا قبل اليوم لفعلت ، ولكنك عافيتنا وأبقيتنا فافعل معنا الآن ما وعدتنا ، وأحي هؤلاء القوم الذين أخذتهم الرجفة * ( أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا ) * أي أتهلكنا وتهلك سائر بني إسرائيل بما فعل السفهاء الذين طلبوا الرؤية ، والذين عبدوا العجل ، فمعنى هذا إدلاء بحجته ، وتبرؤ من فعل السفهاء ، ورغبة إلى اللَّه أن لا يعم الجميع بالعقوبة * ( إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ ) * أي الأمور كلها بيدك * ( تُضِلُّ



[1] . هي قراءة أهل الشام والكوفة وقرأ بالفتح : نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص .

303

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست