نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 240
صِدِّيقَةٌ ) * أي بليغة الصدق في نفسها ، أو من التصديق ، ووصفها بهذه الصفة دون النبوّة يدفع قول من قال : إنها نبية * ( كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ ) * استدلال على أنهما ليسا بإلهين لاحتياجهما إلى الغذاء الذي لا يحتاج إليه إلا محدث مفتقر ، ومن كان كذلك فليس بإله ، لأن الإله منزه عن صفة الحدوث ، وعن كل ما يلحق البشر ، وقيل : إن قوله يأكلان الطعام : كناية عن نقص البشر ، ولا ضرورة تدعو إلى إخراج اللفظ عن ظاهره ، لأن الحجة قائمة بالوجهين * ( ثُمَّ انْظُرْ ) * دخلت ثم لتفاوت الأمرين ولقصد التعجيب من كفرهم بعد بيان الآيات * ( قُلْ أَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّه ) * الآية : إقامة حجة على من عبد عيسى وأمه وهما لا يملكان ضرا ولا نفعا * ( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) * خطاب للنصارى ، والغلوّ الإفراط وسبب ذلك كفر النصارى * ( ولا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ ) * قيل : هم أئمتهم في دين النصرانية كانوا على ضلال في عيسى ، وأضلوا كثيرا من الناس ، ثم ضلوا بكفرهم بمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وقيل : هم اليهود ، والأول أرجح لوجهين : أحدهما أن الضلال وصف لازم للنصارى ، ألا ترى قوله تعالى : ولا الضالين ، والآخر أنه يبعد نهي النصارى عن اتباع اليهود ، مع ما بينهم من الخلاف والشقاق * ( عَلى لِسانِ داوُدَ وعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) * أي في الزبور والإنجيل * ( لا يَتَناهَوْنَ ) * أي لا ينهى بعضهم بعضا * ( عَنْ مُنكَرٍ ) * فإن قيل : لم وصف المنكر بقوله فعلوه والنهي لا يكون بعد الفعل ؟ فالجواب : أن المعنى لا يتناهون عن مثل منكر فعلوه ، أو عن منكر إن أرادوا فعله * ( تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ ) * إن أراد أسلافهم ، فالرؤية بالقلب ، وإن أراد المعاصرين للنبي صلَّى اللَّه تعالى عليه وسلَّم وهو الأظهر ، فهي رؤية عين * ( والنَّبِيِّ وما أُنْزِلَ إِلَيْه ) * يعني محمدا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم * ( مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ ) * يعني : ما اتخذوا الكفار أولياء . . * ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً ) * الآية : إخبار عن شدة عداوة اليهود وعبدة الأوثان للمسلمين * ( ولَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً ) * الآية : إخبار أن النصارى أقرب إلى مودة المسلمين ، وهذا الأمر باق إلى آخر الدهر فكل يهودي شديد العداوة للإسلام والكيد لأهله * ( ذلِكَ بِأَنَّ
240
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 240