responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 236


خالفه في ذلك بعض الناس ، فاشتد عزمه حتى وافقوه وأجمعوا عليه فنصرهم اللَّه على أهل الردة ، ويقوي ذلك أيضا أن الصفات التي وصف بها هؤلاء القوم هي أوصاف أبي بكر ، ألا ترى قوله : أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، وكان أبو بكر ضعيفا في نفسه قويا في اللَّه ، وكذلك قوله : * ( ولا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ) * : إشارة إلى من خالف أبا بكر ولامه في قتال أهل الردّة فلم يرجع عن عزمه * ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) * كقوله أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) * [ الفتح : 29 ] ، وإنما تعدّى أذلة بعلى ، لأنه تضمن معنى العطف والحنوّ ، فإن قيل : أين الراجع من الجزاء إلى الشرط ؟ فالجواب : أنه محذوف تقديره من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اللَّه بقوم مكانهم أو بقوم يقاتلونهم * ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّه ) * ذكر الوليّ بلفظ المفرد إفرادا للَّه تعالى بهما ، ثم عطف على اسمه تعالى الرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنين على سبيل التبع ، ولو قال إنما أولياؤكم لم يكن في الكلام أصل وتبع * ( وهُمْ راكِعُونَ ) * قيل : نزلت في عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه ، فإنه سأله سائل وهو راكع في الصلاة ، فأعطاه خاتمه ، وقيل : هي عامّة ، وذكر الركوع بعد الصلاة لأنه من أشرف أعمالها ، فالواو على القول الأوّل واو الحال ، وعلى الثاني للعطف * ( فَإِنَّ حِزْبَ اللَّه ) * هذا من إقامة الظاهر مقام المضمر : معناه فإنهم هم الغالبون * ( والْكُفَّارَ ) * بالنصب عطف على الذين اتخذوا ، وقرئ [1] بالخفض عطف على الذين أوتوا الكتاب ، ويعضده قراءة ابن مسعود : ومن الكفار ، ويراد بهم المشركون من العرب * ( وإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ) * الآية : روي أن رجلا من النصارى كان بالمدينة إذا سمع المؤذن يقول : أشهد أنّ محمدا رسول اللَّه قال : حرق اللَّه الكاذب ، فوقعت النار في بيته فاحترق هو وأهله [2] ، واستدل بعضهم بهذه الآية على ثبوت الأذان من القرآن * ( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ ) * جعل قلة عقولهم علة لاستهزائهم بالدين * ( هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا ) * هل تعيبون علينا وتنكرون منا إلا إيماننا باللَّه ، وبجميع كتبه ورسله ، وذلك أمر لا ينكر ولا يعاب ، ونظير هذا في الاستثناء العجيب قول النابغة :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم * بهنّ فلول من قراع الكتائب ونزلت الآية بسبب أبي ياسر بن أخطب ، ونافع بن أبي نافع ، وجماعة من اليهود



[1] . وهي قراءة أبو عمرو والكسائي .
[2] . ذكر الطبري هذه الرواية عن السدّي .

236

نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست