نام کتاب : التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : الغرناطي الكلبي جلد : 1 صفحه : 234
البقرة ، ولما بين يديه : يعني التوراة ، لأنها قبله ، والقرآن مصدق للتوراة والإنجيل ، لأنهما قبله ، ومصدقا : عطف على موضع قوله فيه هدى ونور ، لأنه في موضع الحال * ( وَمُهَيْمِناً ) * ابن عباس شاهدا ، وقيل مؤتمنا * ( عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) * تضمن الكلام معنى : لا تنصرف أو لا تنحرف ، ولذلك تعدى بعن * ( لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً ومِنْهاجاً ) * [ قال ابن عباس ] : سبيلا وسنة ، والخطاب للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، أو الأمم ، والمعنى أن اللَّه جعل لكل أمة شريعة يتبعونها ، وقد استدل بها من قال : إن شرع من قبلنا ليس بشرع لنا ، وذلك في الأحكام والفروع ، وأما الاعتقاد ، فالدين فيها واحد لجميع العالم ، وهو الإيمان باللَّه ، وتوحيده وتصديق رسله ، والإيمان بالدار الآخرة * ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ ) * استدل به قوم على أن : تقديم الواجبات أفضل من تأخيرها ، وهذا متفق عليه في العبادات كلها ، إلا الصلاة ففيها خلاف ، فمذهب الشافعي أن تقديمها في أوّل وقتها أفضل ، وعكس أبو حنيفة ، وفي مذهب مالك خلاف وتفصيل ، واتفقوا أن تقديم المغرب أفضل * ( وأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ ) * عطف على الكتاب في قوله : وأنزلنا إليك الكتاب ، أو على الحق في قوله : بالحق ، وقال قوم : إن هذا وقوله قبله فاحكم بينهم ناسخ لقوله : فاحكم بينهم أو أعرض عنهم : أي ناسخ للتخيير الذي في الآية ، وقيل : إنه ناسخ للحكم بالتوراة ، ونزلت الآية بسبب قوم من اليهود ، طلبوا من رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يحكم بينهم فأبى من ذلك ، ونزلت الآية تقضي أن يحكم بينهم * ( أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ) * توبيخ لليهود ، وقرئ بالياء إخبارا عنهم ، وبالتاء [1] خطابا لهم * ( لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) * قال الزمخشري اللام للبيان : أي هذا الخطاب لقوم يوقنون ، فإنهم الذين يتبين لهم أنه لا أحسن من اللَّه حكما * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ والنَّصارى أَوْلِياءَ ) * سببها موالاة عبد اللَّه بن أبي بن سلول ليهود بني قينقاع ، وخلع عبادة بن الصامت الحلف الذي كان بينه وبينهم ، ولفظها عام ، وحكمها باق ، ولا يدخل فيه معاملتهم في البيع والشراء وشبهه * ( فَإِنَّه مِنْهُمْ ) * تغليظ في الوعيد ، فمن كان يعتقد معتقدهم فهو منهم من كل وجه ومن خالفهم في اعتقادهم وأحبهم فهو منهم في المقت عند اللَّه ، واستحقاق