responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في أقسام القرآن نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 139


ومن ألطف الاعتراض وأحسنه قوله تعالى ( ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ) فاعترض بقوله سبحانه بين الجعلين وفوائد الاعتراض تختلف بحسب قصد المتكلم وسياق الكلام من قصد الاعتناء والتقرير والتوكيد وتعظيم المقسم به والمخبر عنه ورفع توهم خلاف المراد والجواب عن سؤال مقدر وغير ذلك فمن الاعتراض الذي يقصد به التقرير والتوكيد قول الشاعر :
لو أن الباخلين وأنت منهم * رأوك تعلموا منك المطالا ومما يقصد به الجواب عن سؤال مقدر قول الآخر :
فلا هجره يبدو وفي اليأس راحة * ولا وصله يصفو لنا فنكارمه فقوله وفي اليأس راحة جواب لتقدير سؤال سائل وما يغني عنك هجره فقال وفي اليأس راحة أي المطلوب أحد أمرين إما يأس مريح أو وصال صاف ومن اعتراض الاحتراز قول الجعدي :
ألا زعمت بنو جعد بأني * وقد كذبوا كبير السن فإني ومنه قول نصيب :
فكدت ولم أخلق من الطير إن بدا * سنا بارق نحو الحجاز أطير فقوله ولما أخلق من الطير لرفع استفهام يتوجه عليه على سبيل الإنكار لو قال فكدت أطير فيقال له وهل خلقت من الطير فاحترز بهذا الاعتراض وعندي أن هذا الاعتراض يفيد غير هذا وهو قوة شوقه ونزوعه إلى أرض الحجاز فأخبر أنه كاد يطير على أنه أبعد شيء من الطيران فإنه لم يخلق من الطير ولا عجب طيران من خلق من الطير وإنما العجب طيران من لم يخلق من الطير لشدة نزوعه وشوقه إلى جهة محبوبه فتأمله ومن مواقع الاعتراض الاعتراض بالدعاء كقول الشاعر :
قد كنت أبكي وأنت راضية * حذار هذا الصدود والغضب إن تم ذا الهجر يا ظلوم ولا * تم فما لي في العيش من أرب

139

نام کتاب : التبيان في أقسام القرآن نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست