responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في أقسام القرآن نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 52


فالمؤمن له الاخلاص والاحسان والفاجر له الكفر والبخل وقد ذم الله سبحانه هذين الخلقين المهلكين في غير موضع من كتابه كقوله ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون ) فالرياء ضد الاخلاص ومنع الماعون ضد الاحسان وكذلك قوله تعالى ( إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله ) فاختياله وفخره من كفره وكنوده وهذا ضد قوله ( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) وقوله ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) الآية وكذلك ذكر الخلقين الذميمين في قوله ( والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) ونظيره ( وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا من ما رزقهم الله ) ونظيره ما تقدم في سورة الليل من ذم المستغني البخيل ومدح المعطي المصدق بالحسنى ونظيره قوله ( ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده ) فإن الهمزة واللمزة من الفخر والكبر وجمع المال وتعديده من البخل وذلك مناف لسر الصلاة والزكاة ومقصودهما ثم خوف سبحانه الانسان الذي هذا وصفه حين يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور أي ميز وجمع وبين وأظهر ونحو ذلك وجمع سبحانه بين القبور والصدور كما جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا فإن الإنسان يواري صدره ما فيه من الخير والشر ويواري قبره جسمه فيخرج الرب جسمه من قبره وسره من صدره فيصير جسمه بارزا على الأرض وسره باديا على وجهه كما قال تعالى ( يعرف المجرمون بسيماهم ) وقال ( سنسمه على الخرطوم ) .
( 15 ) فصل ومفعول العلم إن علمت فيه وكسرت لمكان اللام وقيد سبحانه كونه

52

نام کتاب : التبيان في أقسام القرآن نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست