نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 97
والوجه الثاني - أن جواب الشرط قوله : « فَواحِدَةً » لأنّ المعنى إن خفتم ألا تقسطوا في نكاح اليتامى فانكحوا منهنّ واحدة ، ثم أعاد هذا المعنى في قوله : « فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا » لمّا طال الفصل بين الأول وجوابه . ذكر هذا الوجه أبو علي . * ( أَلَّا تُقْسِطُوا ) * : الجمهور على ضمّ التاء ، وهو من أقسط إذا عدل . وقرئ شاذا بفتحها ، وهو من قسط إذا جار ، وتكون لا زائدة . * ( ما طابَ ) * : « ما » هنا بمعنى من ، ولها نظائر في القرآن ستمر بك إن شاء الله تعالى . وقيل : « ما » تكون لصفات من يعقل ، وهي هنا كذلك لأنّ ما طاب يدلّ على الطيب منهن . وقيل : هي نكرة موصوفة تقديره : فانكحوا جنسا طيّبا يطيب لكم ، أو عددا يطيب لكم . وقيل : هي مصدرية ، والمصدر المقدّر بها وبالفعل مقدّر باسم الفاعل أي انكحوا الطيّب . * ( مِنَ النِّساءِ ) * : حال من ضمير الفاعل في طاب . * ( مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ ) * : نكرات لا تنصرف للعدل والوصف ، وهي بدل من ما . وقيل : هي حال من النساء . ويقرأ شاذا « وربع » - بغير ألف ووجهها أنه حذف الألف كما حذفت في خيم والأصل خيام ، وكما حذفت في قولهم : أم والله . والواو في « وثُلاثَ ورُباعَ » ليست للعطف الموجب للجمع في زمن واحد لأنّه لو كان كذلك لكان عيّا إذ من أرك الكلام أن تفصّل التسعة هذا التفصيل ، ولأنّ المعنى غير صحيح أيضا لأنّ مثنى ليس عبارة عن ثنتين فقط ، بل عن ثنتين ثنتين ، وثلاث عن ثلاث ثلاث وهذا المعنى يدلّ على أن المراد التخيير لا الجمع . * ( فَواحِدَةً ) * أي فانكحوا واحدة . ويقرأ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي فالمنكوحة واحدة . ويجوز أن يكون التقدير : فواحدة تكفي . * ( أَوْ ما مَلَكَتْ ) * : أو للتخيير على بابها . ويجوز أن تكون للإباحة . و « ما » هنا بمنزلة ما في قوله : « ما طاب » . * ( أَلَّا تَعُولُوا ) * : أي إلى أن لا تعولوا ، وقد ذكرنا مثله في آية الدّين . 4 - * ( نِحْلَةً ) * : مصدر لأنّ معنى آتوهنّ : انحلوهنّ . وقيل : هو مصدر في موضع الحال فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الفاعلين أي ناحلين وأن يكون من الصدقات وأن يكون من النساء أي منحولات . * ( نَفْساً ) * : تمييز ، والعامل فيه طبن . والمفرد هنا في موضع الجمع لأنّ المعنى مفهوم ، وحسّن ذلك أنّ نفسا هنا في معنى الجنس فصار كدرهما في قولك : عندي عشرون درهما . * ( فَكُلُوه ) * : الهاء تعود على شيء ، والهاء في « مِنْه » تعود على المال لأنّ الصدقات مال . * ( هَنِيئاً ) * : مصدر جاء على فعيل ، وهو نعت لمصدر محذوف أي أكلا هنيئا . وقيل : هو مصدر في موضع الحال من الهاء والتقدير : مهنّأ أو طيّبا . و * ( مَرِيئاً ) * : مثله والمريء : فعيل بمعنى مفعول لأنّك تقول : أمرأني الشيء إذا لم تستعمله مع هناني فإن قلت : هناني ومراني لم تأت بالهمزة في مراني لتكون تابعة لهناني . 5 - * ( أَمْوالَكُمُ الَّتِي ) * : الجمهور على إفراد التي ، لأنّ الواحد من الأموال مذكّر فلو قال اللواتي لكان جمعا ، كما أن الأموال جمع والصفة إذا جمعت من أجل أنّ الموصوف جمع كان واحدها كواحد الموصوف في التذكير والتأنيث . وقرئ في الشاذ اللواتي - جمعا اعتبارا بلفظ الأموال . * ( جَعَلَ اللَّه ) * أي صيّرها فهو متعدّ إلى مفعولين ، والأول محذوف وهو العائد . ويجوز أن يكون بمعنى خلق فيكون قياما حالا . * ( قِياماً ) * : يقرأ بالياء والألف ، وهو مصدر قام ، والياء بدل من الواو ، وأبدلت منها لما أعلَّت في الفعل ، وكانت قبلها كسرة . والتقدير : التي جعل الله لكم سبب قيام أبدانكم أي بقائها . ويقرأ : قيما - بغير ألف ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها - أنه مصدر مثل الحول والعوض ، وكان القياس أن تثبت الواو لتحضنها بتوسطها ، كما صحّت في الحول والعوض ، ولكن أبدلوها ياء حملا على « قيام » وعلى اعتلالها في الفعل . والثاني - أنها جمع قيمة ، كديمة وديم ، والمعنى : أنّ الأموال كالقيم للنفوس إذ كان بقاؤها بها . وقال أبو علي : هذا لا يصحّ لأنّه قد قرئ في قوله : « دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ » . وفي قوله : « الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً » ولا يصحّ معنى القيمة فيهما . والوجه الثالث - أن يكون الأصل قياما فحذفت الألف كما حذفت في خيم . ويقرأ « قواما » - بكسر القاف وبواو وألف ، وفيه وجهان : أحدهما : هو مصدر قاومت قواما مثل لاوذت لواذا ، فصحت في المصدر لما صحّت في الفعل . والثاني - أنها اسم لما يقوم به الأمر ، وليس بمصدر . ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف ، وهو مصدر صحّت عينه ، وجاءت على الأصل كالعوض . ويقرأ بفتح القاف وواو وألف . وفيه وجهان : أحدهما - هو اسم للمصدر ، مثل السّلام والكلام والدّوام .
97
نام کتاب : التبيان في إعراب القرآن نویسنده : أبو البقاء العكبري جلد : 1 صفحه : 97