نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 73
صلى الله عليه وسلم قال للذين جاءوه وكلموه في شأن الجنين : كيف ندى من لا شرب ولا أكل ، ولا صاح فاستهل ، أليس دمه قد يطل ؟ فقال : " أسجاعة كسجاعة الجاهلية ؟ " وفى بعضها : " أسجعا كسجع الكهان ؟ " فرأى ذلك مذموما لم يصح أن يكون في دلالته . والذي يقدرونه أنه سجع فهو وهم ، لأنه قد يكون الكلام على مثال السجع وإن لم يكن سجعا ، لان ما يكون به الكلام سجعا يختص ببعض الوجوه دون بعض ، لان السجع من الكلام يتبع المعنى فيه اللفظ الذي يؤدى السجع ، وليس كذلك ما اتفق مما هو في تقدير السجع ، لان اللفظ يقع فيه تاليا للمعنى " . ثم قال : " ويقال لهم : لو كان الذي في القرآن على ما تقدرونه سجعا لكان مذموما مرذولا ، لان السجع إذا تفاوتت أوزانه ، واختلفت طرقه : كان قبيحا من الكلام . وللسجع منهج مرتب محفوظ ، وطريق مضبوط متى أخل به المتكلم وقع الخلل في كلامه ، ونسب إلى الخروج عن الفصاحة " . ثم قال : " فلو رأوا أن ما تلى عليهم من القرآن سجعا لقالوا : نحن نعارضه بسجع معتدل ، فنزيد في الفصاحة على طريقة القرآن ، ونتجاوز حده في البراعة والحسن " ويقول ص 90 : " ولو كان الكلام الذي هو في صورة السجع منه لما تحيروا فيه ، ولكانت الطباع تدعوا إلى المعارضة ، لان السجع ممتنع عليهم ، بل هو في عادتهم ، فكيف تنقض العادة بما هو نفس العادة ، وهو غير خارج عنها ولا متميز منها ؟ " ثم مضى في حديثه عن السجع ، وذكر فيما ذكر اختلاف العلماء في الشعر كيف اتفق للعرب قوله أو لا ؟ وهل كان اتفاقا غير مقصود إليه ؟ أم تواضعوا على هذا الوجه من النظم ؟ وأن الله عرفهم محاسن الكلام ، ودلهم على كل طريقة عجيبة . ثم أعلمهم عجزهم عن الاتيان بمثل القرآن " ووجدوا أن هذا لما تعذر عليهم مع التحدي والتقريع الشديد والحاجة الماسة إليه ، مع علمهم بطريق وضع النظم والنثر ، وتكامل أحوالهم فيه - دل على أنه اختص به ، ليكون دلالة على
مقدمة المحقق 73
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 73