نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 33
بلدك من يومك إن قدرت ، وإلا لم آمن الفتنة به على النصرانية . ففعل الملك ذلك ، وأحسن جواب عضد الدولة وهداياه ، وعجل تسريحه ، ومعه عدة من أسارى المسلمين والمصاحف ، ووكل الباقلاني من جنده من يحفظه حتى يصل إلى مأمنه . ويروى الخطيب البغدادي بسنده : أن الباقلاني لما ورد على ملك الروم مدينته ، وعرف خبره ، وبين له محله من العلم - : " أفكر في أمره ، وعلم أنه لا يكفر له إذا دخل عليه ، كما جرى رسم الرعية ، أن تقبل الأرض بين يدي الملوك . ثم نتجت له الفكرة أن يضع سريره الذي يجلس عليه ، وراء باب لطيف لا يمكن أحد أن يدخل منه إلا راكعا ، ليدخل القاضي منه على تلك الحال ، فيكون عوضا عن تكفيره بين يديه . فلما وضع سريره في ذلك الموضع أمر بإدخال القاضي من الباب ، فسار حتى وصل إلى المكان ، ، فلما رآه تفكر فيه ، ثم فطن بالقصة ، فأدار ظهره ، وحنا رأسه راكعا ، ودخل من الباب وهو يمشى إلى خلفه قد استقبل الملك بدبره ، حتى صار بين يديه ، ثم رفع رأسه ، ونصب ظهره ، وأدار وجهه حينئذ إلى الملك . فعجب من فطنته ، ووقعت له الهيبة في نفسه " ولست أشك في أن هذه الرواية أسطورة من الأساطير التي نسجت خيوطها حول رحلة الباقلاني إلى القسطنطينية . وفيما قصه الباقلاني ، من امتناعه من خلع عمامته ونزع خفه ، وتهديده بعدم الدخول على الملك ، ونزول الملك على رأيه وقوله : دعوه يدخل ومن معه كما يشاءون - : ما يجعل هذه الفكرة الساذجة ، بعيدة الوقوع . ولو قد وقعت لتحدث بها الباقلاني ، فيما حدث به من أخبار رحلته * * * وعاد الباقلاني إلى بغداد ، وظل مع عضد الدولة حتى مات في شوال سنة 372 ، وتولى بعده ابنه صمصام الدولة ولسنا نعرف متى تولى الباقلاني وظيفة القضاء بالثغر ؟ ولا من الذي ولاه ؟ وقد جاء في ترجمة أبى حامد : أحمد بن أحمد الاستوائي ( 358 - 434 ) الشافعي الأشعري : أنه " ولى القضاء بعكبرا من قبل أبى بكر بن الطيب الباقلاني "
مقدمة المحقق 33
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 33