نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 19
فقال : " إنكم ترون السوقة ، وهم أهل الغفلة ، فتروني بالعين التي ترون أولئك بها " ! وذكر ابن شاكر في " عيون التواريخ " أن الباهلي مات سنة 370 . وكان الباهلي وابن مجاهد ، أعرف العلماء بمذهب الأشعري ، وأشدهم فقها له . وأقواهم حجة في الدفاع عنه ، لأنهما كانا من أقرب تلاميذه إليه . وقد سجل المؤرخون للأشعري : أن أخص تلاميذه به أربعة : أبو بكر بن مجاهد ، وأبو الحسن الباهلي ، وأبو الحسن الطبري ، وخادمه بندار بن الحسين الشيرازي المتوفى سنة 353 ه . وقد تلقى الباقلاني عليهما أصول المذهب ، فتعشقه واندفع في نصرته ، بما عرف عنه من قوة الحجة ، وبراعة المحاورة ، وسرعة البديهة ، وطلاقة اللسان ، وغزارة البيان . فطار صيته في الآفاق ، وهو ما زال بعد في ريعان الصبا وفتاء الشباب ، حتى وصل إلى أعلام المعتزلة بشيراز . وكانت شيراز في ذلك الوقت حاضرة ملك أبى شجاع فنا خسرو بن ركن الدولة البويهي . الذي آل إليه ملك فارس بعد وفاة عمه عماد الدولة في سنة 338 ، فتلقب بعضد الدولة . وكان عضد الدولة أميرا عظيم الهيبة ، غزير العقل ، شديد التيقظ ، كثير الفضل ، واسع الثقافة ، مشاركا في العلوم ، وقد تعلم على أحسن المعلمين . فكان يقدر العلم والعلماء ، ويحب الأدب والأدباء ، ويؤثر مجالستهم عن مجالسة الامراء ، ويجرى الجرايات على الفقهاء والمحدثين ، والنحاة والمفسرين ، والشعراء والمتكلمين ، والأطباء والمهندسين . وكانت له خزانة كتب عظيمة ، عنى بها عناية فائقة ، يدل عليها وصف المقدسي لها بأنها " حجرة على حدة ، عليها وكيل وخازن ومشرف . ولم يبق كتاب صنف إلى وقت عضد الدولة من أنواع العلوم إلا وحصله فيها . وهي أزج طويل في صفة كبيرة ، فيه خزائن من كل وجه ، وقد ألصق إلى جميع حيطان الأزج والخزائن بيوتا طولها قامة في عرض ثلاثة أذرع من الخشب المزوق ، عليها أبواب تنحدر من فوق ! والدفاتر منضدة على الرفوف ، لكل نوع بيوت وفهرستات فيها أسامي الكتب ، ولا يدخلها إلا كل وجبة " .
مقدمة المحقق 19
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 19