نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 17
ثم كر على تلك الاعتراضات فنقضها ، وفصل القول في تأويل الآيات الكثيرة التي أوردها . وبين أسرار بلاغتها تبيينا ترتاح إليه القلوب ، وتطمئن له العقول . ثم قال : " وفى إعجاز القرآن وجه آخر ، ذهب عنه الناس ، فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ من آحادهم . وذلك صنيعه بالقلوب وتأثيره في النفوس ، فإنك لا تسمع كلاما غير القرآن منظوما ولا منثورا ، إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال ، ومن الروعة والمهابة في أخرى - ما يخلص منه إليه . تستبشر به النفوس ، وتنشرح له الصدور ، حتى إذا أخذت حظها منه عادت مرتاعة قد عراها من الوجيب والقلق ، وتغشاها من الخوف والفرق ما تقشعر منه الجلود ، وتنزعج له القلوب . يحول بين النفس وبين مضمراتها وعقائدها الراسخة فيها . فكم من عدو للرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من رجال العرب وفتاكها ، أقبلوا يريدون اغتياله وقتله ، فسمعوا آيات من القرآن ، فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم أن يتحولوا عن رأيهم الأول ، وأن يركنوا إلى مسالمته ويدخلوا في دينه ، وصارت عداوتهم موالاة وكفرهم إيمانا " ثم أورد من المثل التاريخية ، والآيات القرآنية ما هو مصداق لما وصفه من أمر القرآن . وكان ذلك خاتمة الكتاب . ثم ألف بعد الرماني والخطابي معاصرهم أبو بكر الباقلاني ، كتابه " إعجاز القرآن " * * * الباقلاني وإعجاز القرآن : هو أبو بكر : محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم ، المعروف بالباقلاني ، أو ابن الباقلاني . ولد بالبصرة ، ولم يعين أحد من المؤرخين عام ولادته ، وقد تلقى العلم على أعلامها ، ثم رحل إلى بغداد فأخذ من علمائها ، ثم اتخذها دارا لإقامته ، حتى قضى نحبه فيها ولم يذكر أحد كذلك متى رحل إليها أول ما رحل ، ولا متى اتخذها مستقرا ؟ وقد أتيح للباقلاني أن يتتلمذ لطائفة من العلماء الذين جمعوا بين العلم والعمل ،
مقدمة المحقق 17
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 0 صفحه : 17