responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء البيان نویسنده : الشنقيطي    جلد : 1  صفحه : 7


* ( إياك نعبد ) * أشار في هذه الآية الكريمة إلى تحقيق معنى لا إلاه إلا الله ؛ لأن معناها مركب من أمرين : نفي إثبات . فالنفي : خلع جميع المعبودات غير الله تعالى في جميع أنواع العبادات والإثبات : إفراد رب السماوات والأرض وحده بجميع أنواع العبادات على الوجه المشروع . وقد أشار إلى النفي من لا إلاه إلا الله بتقديم المعمول الذي هو * ( إياك ) * وقد تقرر في الأصول في مبحث دليل الخطاب الذي هو مفهوم المخالفة . وفي المعاني في مبحث القصر : أن تقديم المعمول من صيغ الحصر . وأشار إلى الإثبات منها بقوله : * ( نعبد ) * .
وقد بين معناها المشار إليه هنا مفصلا في آيات أخر كقوله : * ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم * الذي خلقكم ) * فصرح بالإثبات منها بقوله : * ( اعبدوا ربكم ) * وصرح بالنفي منها في آخر الآية الكريمة بقوله : * ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) * وكقوله : * ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) * فصرح بالإثبات بقوله : * ( أن اعبدوا الله ) * وبالنفي بقوله : * ( واجتنبوا الطاغوت ) * وكقوله : * ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) * فصرح بالنفي منها بقوله : * ( فمن يكفر بالطاغوت ) * وبالإثبات بقوله : * ( ويؤمن بالله ) * ؛ وكقوله : * ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني ) * وكقوله : * ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إلاه إلا أنا فاعبدون ) * وقوله : * ( وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) * ؛ إلى غير ذلك من الآيات .
* ( وإياك نستعين ) * أي لا نطلب العون إلا منك وحدك ؛ لأن الأمر كله بيدك وحدك لا يملك أحد منه معك مثقال ذرة . وإتنايه بقوله : * ( وإياك نستعين ) * بعد قوله : * ( إياك نعبد ) * فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة ؛ لأن غيره ليس بيده الأمر . وهذا المعنى المشار إليه هنا جاء مبينا واضحا في آيات أخر كقوله : * ( فاعبده وتوكل عليه ) * وقوله : * ( فإن تولوا فقل حسبي الله لا إلاه إلا هو عليه توكلت ) * وقوله : * ( رب المشرق والمغرب لا إلاه إلا هو فاتخذه وكيلا ) * وقوله : * ( قل هو

7

نام کتاب : أضواء البيان نویسنده : الشنقيطي    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست