responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء البيان نویسنده : الشنقيطي    جلد : 1  صفحه : 6


الآخرة . وقد أشار تعالى إلى هذا الذي ذكرنا حيث قال : * ( ثم استوى على العرش الرحمان ) * وقال : * ( الرحمان على العرش استوى ) * فذكر الاستواء باسمه الرحمان ليعم جميع خلقه برحمته . قاله ابن كثير . ومثله قوله تعالى : * ( أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمان ) * ؛ أي : ومن رحمانيته : لطفه بالطير وإمساكه إياها صافات وقابضات في جو السماء . ومن أظهر الأدلة في ذلك قوله تعالى : * ( الرحمان * علم القرءان ) * إلى قوله : * ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) * وقال : * ( وكان بالمؤمنين رحيما ) * فخصهم باسمه الرحيم . فإن قيل : كيف يمكن الجمع بين ما قررتم وبين ما جاء في الدعاء المأثور من قوله صلى الله عليه وسلم : رحمن الدنيا والآخرة ورحميهما . فالظاهر في الجواب والله أعلم أن الرحيم خاص بالمؤمنين كما ذكرنا لكنه لا يختص بهم في الآخرة بل يشمل رحمتهم في الدنيا أيضا فيكون معنى : رحيمهما رحمته بالمؤمنين فيهما .
والدليل على أنه رحيم بالمؤمنين في الدنيا أيضا : أن ذلك هو ظاهر قوله تعالى : * ( هو الذي يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ) * ؛ لأن صلاته عليهم وصلاة ملائكته وإخراجه إياهم من الظلمات إلى النور رحمة بهم في الدنيا . وإن كانت سبب الرحمة في الآخرة أيضا وكذلك قوله تعالى : * ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم ) * فإنه جاء فيه بالباء المتعلقة بالرحيم الجارة للضمير الواقع على النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار وتوبته عليهم رحمة في الدنيا وإن كانت سبب رحمة الآخرة أيضا . والعلم عند الله تعالى . * ( وقوله ملك يوم الدين ) * لم يبينه هنا وبينه في قوله : * ( وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ) * .
والمراد بالدين في الآية الجزاء . ومنه قوله تعالى : * ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ) * أي جزاء أعمالهم بالعدل .

6

نام کتاب : أضواء البيان نویسنده : الشنقيطي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست